أقلامهم

محمد عبدالقادر الجاسم يكتب عن الأشقاء الثلاثة وخلافات الأسرة

الأشقاء الثلاثة


محمد عبدالقادر الجاسم


ألمح النائب مرزوق الغانم، وهو بصدد نفي خبر دفعه “رشوة رياضية”، إلى وجود أطراف كويتية تقف خلف محاولات تشويه سمعته. وهو وإن لم يعلن أسماء تلك الأطراف، لكنه حتما يقصد “الأشقاء الثلاثة”.
بعد “إزاحة” الشيخ أحمد الفهد عن “السلطة”، وإبعاد شقيقه الشيخ عذبي الفهد من رئاسة جهاز أمن الدولة، وعلى ضوء “المضايقات” المستمرة التي يتعرض لها الشيخ طلال الفهد في قطاع الرياضة.. بعد هذا كله يسود التوقع في الساحة السياسية أن الاستسلام للأمر الواقع من قبل “الأشقاء الثلاثة” ليس واردا على الإطلاق، وأنهم الآن يعيدون حساباتهم وترتيب صفوفهم تمهيدا لمشهد “عودة المنتقم”. في السياسة، كما في أفلام “الكاوبوي”، هناك كر وفر ومواجهات بين “الخير والشر”. وإذا كان من السهل معرفة “الخير” في أفلام “الكاوبوي”، وإذا كان هو الذي ينتصر في نهاية المطاف، فإنه في أفلام “صراع الشيوخ” يصعب تمييز الخير عن الشر، كما يصعب توقع المنتصر على الرغم من تكرار عرضها.
 هل يُسَخِر الشيخ أحمد الفهد طاقته للانتقام السياسي من رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي أزاحه عن السلطة، أم من الحلفاء الذين ساعدوا الشيخ ناصر؟ في تقديري الشخصي لا جدوى من محاولة الانتقام من الحلفاء لأن هذا الانتقام لن يحقق نتائج مهمة سوى إرضاء الذات “للأشقاء الثلاثة”، فالاتجاه العام، كما أراه، لا يقف في صف الأشقاء حاليا. وإذا كان الإعلام هو ملعب محاولات الانتقام من الحلفاء، فإن للانتقام السياسي من رئيس مجلس الوزراء ملعب مختلف وهو ملعب الشيوخ. ويبدو لي أن ميزان القوى في هذا الملعب اليوم ليس في صالح الشيخ أحمد أيضا، وأنا أشك في قدرة الشيخ أحمد على تغيير ميزان القوى هذا لصالحه، على المدى القريب على الأقل، فتأثير خصومه أكبر من تأثيره.
وعلى الرغم من الضرر الأكيد الذي يصيب أسرة الصباح، والكويت أيضا، بسبب صراع الشيوخ، إلا أن للصراع المرتقب بين “أحمد وناصر” ميزة واحدة على الأقل شبيهة بميزة “اختلاف الفقهاء”. إن الساحة السياسية المحلية تحتاج إلى إحياء “المعادلة القطبية”، لكن إذا كان الشيخ ناصر المحمد قد خالف كل التوقعات التي سادت حين تم تعيينه رئيسا للوزارة في العام 2006 وأصبح قطبا مهما، فهل يملك الشيخ أحمد الفهد، الذي عجز عن حماية “ظهره” وهو في السلطة، ما يؤهله لأن يصبح قطبا وهو خارج السلطة وفي ظل ميزان القوى الحالي؟!
سوف ننتظر ونرى.. فلا أحد يدري ما تخفيه الأيام.