المراكز الصحية.. هل من أمل؟
فيصل المزين
تعتبر الخدمة الأولية بالمراكز الصحية، من الأمور الإيجابية في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وغيرهم، كنت في حديث مع أحد الأطباء الأجانب تربطني به صداقة قديمة، وشاءت الأقدار أن نلتقي في الكويت، وطال الحديث عن الخدمات الصحية بالعالم وعلى وجه الخصوص في الكويت، وقد اثنى على الخدمات الاولية بالمراكز الصحية من حيث الفكرة.
منذ فترة طويلة بدأ أهل الكويت في التسابق لعمل الخير والتبرع لبناء مراكز صحية جديدة بدل القديمة المتهالكة من عوامل الزمن وسوء الصيانة، فبدأت هذه المراكز وكأنها مستشفيات، بل ويقول الواقع إن هذه المراكز لها القدرة على العمل كمستشفيات للحالات الطارئة والعمليات الصغيرة، والعيادات التخصصية مثل العظام، العيون، المسالك البولية، الجلدية، إلى آخره من التخصصات. العجيب في الأمر بالرغم من كل هذه المساحات والغرف والإمكانيات المساحية، إلا ان هذه المراكز كالتمثال الجميل الذي ترى جماله الشكلي فقط، أدعو وزير الصحة إلى الاستفادة القصوى من هذه المراكز والتي من شأنها تقديم خدمات صحية مميزة لأهل المناطق فيها، وتخفيف الضغط على المستشفيات في الأمور التي تستطيع هذه المراكز تقديمها.
ومما يمكن اضافته في المراكز الاشعات المختلفة المتطورة منها الرنين المغناطيسي والتي أصبحت كابوسا لكل مريض يحتاجها لأن المواعيد بالأشهر، كما أدعو وزير الصحة الى البعد عن توفير الامكانيات بالناقص، فالأفضل ان تكون هناك زيادة معقولة في الامكانيات البشرية، والمعدات الطبية، والادوية وساعات العمل، قد تنقذ حياة انسان. فالخدمات الصحية بالضبط كالقوات الخاصة تستثمر فيها وتنفق عليها لظرف قد يكون في غاية الاهمية. الامر الاخر هو توفير الادوية الممتازة طيبيا وليست ادوية تحصيل حاصل، انا على يقين بأن اكثر المواطنين حفظوا اسماء الادوية التي تقدمها الوزارة في هذه المراكز، حيث ان فاعليتها تتطلب وقتا طويلا، ولها اعراض جانبية يمكن تفاديها بأدوية اخرى مصنفة تصنيفا افضل طبيا. ان من اسباب النجاح لأي عمل هي الادارة الصحيحة، فوزارة الصحة تفتقر الى الادارة الطبية الحديثة بشكل عام، وعلى وجه الخصوص في المراكز الطبية الكبيرة والجميلة والتي تبرع بها اهل الكويت، الموضوع لايحتاج سوى قرار بعيد عن أي حسبة غير حسبة تقديم خدمات طبية مميزة، اقترح على الوزارة أن يكون ملف المريض الصحي حسب رقم البطاقة يظهر للطبيب المعالج في اي مستشفى او مركز في الكويت لمعرفة تاريخ المراجع المرضي والتعامل مع الحالة بشكل صحيح.
ذكرنا مرار وتكرارا ضرورة وجود الإسعاف الجوي للحالات الطارئة والحوادث، فمهابط الطائرات العمودية موجودة وجاهزة منذ وقت طويل جدا، فهل نرى هذه الخدمة على ارض الواقع، فالمصلحة عامة، علم الطوارئ، هو اختصاص للأطباء الذين يعملون في استقبال الحالات الطارئة والإصابات البليغة، وحسب علمي أن هناك أطباء في هذا الاختصاص المهم للغاية، فهل نرى هؤلاء في مكانهم الصحيح في استقبال الحوادث، بدل من دكتور عام أو جراح غير متخصص في علم الطوارئ.. فهل هناك أمل يا وزير الصحة؟
أضف تعليق