أقلامهم

ذعار الرشيدي يسأل عن مليارات التنمية ويتحدث عن إلهاء سياسي مقصود لتقسيمها في الخفاء

وين ال37 مليار دينار؟!
ذعار الرشيدي


قبل سنوات شاركت في فيلم ثقافي بريطاني تتمحور قصته حول «فن الالهاء السياسي»، وسألني يومها المذيع قائلا: ما هي طرق الالهاء السياسي لديكم في الكويت؟، واتذكر ان اجابتي كانت «الكهرباء والاختلاط والبورصة»، يومها لم تكن الطائفية قد أطلت بوجهها القبيح ولا القبلية أو «مضاد القبلية» أو حتى حرب الشيوخ والتجار التي لم تضع اوزارها بعد، كما ان ايامها لم تكن ابواق التأجيج قد خرجت بعد او بالاصح لم يكن قد تم التوصل الى «ابتكارها» بعد، وهو ابتكار يسجل باسم الحكومة الرابعة اذ بعدها بدأت تلك الابواق تجد لها مكانا تحت شمس إلهاء الشعب الكويتي.
«الالهاء السياسي» وهو بالمناسبة فن عربي خالص، تمتلك الحكومة اليوم منه عشرات الحيل التي تخبئها في قبعتها، فكلما ارادت صرف الانظار عن مستقبل البلد السياسي وضرورة التوصل الى خارطة طريق تخرجنا من سكة قطار المجهول، تخرج ارنب «إلهاء» تارة على شكل قضية قديمة تعيد الروح فيها، او قضية تخرج بالصدفة ثم تبدأ بالنفخ في نيرانها حتى ينشغل بها الجميع، شغلونا بالرياضة حتى اصبحت خيال مآتة لا يخيف العصافير، ثم شغلونا بالبورصة، ثم بالصراعات السياسية الجانبية، كان للالهاء اهداف تتغير بتغير المعطيات الآنية، اما الآن فإن الالهاء هدفه صرف الانظار عن حفل تقطيع كعكة الـ 37 ملياراً ومشاريعها الورقية الكثيرة، لسنا اليوم نبحث عن طاولة للحوار الوطني كما يتمنى البعض، بل نبحث عن مساءلة سياسية حقيقية بعيدة عن الاجندات، سؤالها الوحيد واليتيم هو: «وين راحت الـ 37 مليار دينار؟!».