أقلامهم

محمد مساعد الدوسري يستغرب من الزمرة التي حولت خبر رشوة الغانم الى عمل قومي وعروبي

حللوا الرشوة!  
 
محمد مساعد الدوسري
 
في عز الثورة السورية التي سالت فيها الدماء وسقط فيها الشهداء، نجد هناك كتابا وصحافيين يخرجون على شاشات الفضائيات لينكروا وجود ثورة، ويكذبون سقوط شهداء، ويصرون على وجود عصابات مسلحة خفية تنتقل كالأشباح من محافظة إلى أخرى، محاولين في ذلك إيهام الشعوب والأمم بأن ما يجري في سوريا ليست ثورة أو حتى رفض للنظام البعثي الاستبدادي، ولكن ما علاقة كل هذا في كتلة العمل الوطني؟.
“أكذب أكذب أكذب، فلا بد أن يصدقك الناس”، هذا هو ديدن كل من لا يملك حجة أو حقائق، ويحاول نفي التهم الملتصقة به بأي طريقة كانت، حتى لو كانت عن طريق استغفال الناس، هذه القاعدة كانت من بنات أفكار وزير الدعاية والإعلان في النظام الألماني النازي جوزيف جوبلز، ويبدو أن أصدقائنا من الكويتيين مازالوا مؤمنين أن هذه القاعدة معمول بها في الصحافة الألمانية، وعلى ذلك فإن النفي جاهز لأي خبر صدر منها، وهذا من حقهم، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته بلا شك، ولكن الصدمة هي لغوبلز الكويتي الذي يبرر الرشى وتقديمها الآن، خوفا من تحقق الخبر وثبوت صدقيته.
المضحك في موضوع النائب مرزوق الغانم والصحيفة الألمانية، ان غوبلز ما غيره خرج علينا أمس ليبرر هذا الموضوع بشكل مقزز، بحيث تحولت الرشوة إلى عمل عروبي وحلال أيضا، ويشهد الله بأني لم أتوقع أن يتوصل عقل الكاتب إلى هذا التبرير المضحك المبكي، المشابه لتبريرات النظام السوري لإخفاء قتل شعبه، بأنه نظام ممانعة وتصدي للاحتلال الإسرائيلي، وخطأ غوبلزنا الوحيد أنه لم يبرر الرشوة بوجود يهود وإسرائيليين في الفيفا، وأن هذا الدعم “الرشوة” التي لم تثبت حتى الآن، تأتي من باب العروبة والإسلام التي تقتضي التصدي لعملاء الإمبريالية العالمية.
لنتحرك قليلا ونتجه إلى صفقات كتلة العمل الوطني، واحتراف موالينهم لسياسة نفي الواقع المشاهد والملموس، فخلال الأيام الماضية، تحدث الجميع عن الصفقات التي عقدت أمام أنظار الشعب الكويتي، بينما لا يزال كتابهم وهتيفتهم “الهتيفة هم المشجعون الجالسون على المدرجات والبعيدون عن الصفقات ولا يعرفون عنها شيئا” يصرون على انعدام وجود صفقات، وكأن الشعب الكويتي لا يقرأ أو يكتب أو يعقل، أو ان الأسماء التي تقلدت مناصب لا علاقة لها بهذه المناصب بحكم التخصص، أو لا تنتمي للكتلة وامتداداتها الأسرية والتجارية، فهل وصلتنا الحالة الغريبة لإعلام القذافي وشاويش اليمن وحزب البعث السفاح، ليستغفلنا كتاب وهتيفة كتلة العمل الوطني؟.
كاتب يبرر رشوة بأنها عمل عروبي، وهتيفه لا يملكون مبررات حقيقية لنفي الصفقات التي قامت بها كتلة العمل الوطني، ونواب الكتلة يحاولون جر المجتمع لصراع إسلامي – ليبرالي ليخفون خيبتهم وسقوط مبادئهم، وبعد كل هذا يربطون ألاعيبهم الصبيانية للاستحواذ على مناصب الدولة بالأعمال الوطنية، ونحن لا نلومهم في ذلك، فالقذافي وصالح وبشار وهتلر وموسوليني قد سبقوا غيرهم بارتكاب الفضائع والفضائح بحق شعوبهم باسم الوطنية.