أقلامهم

مفرج الدوسري يتذكر عنجهية الشاويش علي صالح واليهودي معمر القذافي أثناء انعقاد القمة العربية في القاهرة لبحث أزمة الغزو العراقي للكويت

عروشهم تهتز.. وعروشنا ثابتة!


مفرج الدوسري


 


كان الشويش علي عبدالله صالح واليهودي معمر القذافي يتحدثان في مؤتمر القمة العربية الطارئة الذي عقد في القاهرة أثناء الغزو العراقي للكويت بمنتهى العنجهية، ويتصرفان بكبر لا يوصف، ويتحدثان بغرور ينم عن صفاقة، ولم يبد أحد منهم اكتراثا لما حل بالكويت وشعبها، فالشويش يقف مع المقبور صدام قلبا وقالبا واليهودي لم يفق من نشوته بعد فقلب المؤتمر رأسا على عقب! المهم ما نراه اليوم، وما يحدث لهما، فالشويش صالح في وضع لا يحسد عليه، اللهم لا شماتة، مشوي من رأسه إلى أخمص قدميه، وعظامه محطمة، وصدره منفوخ من آثار قطع (الخشب) التي مزقته، ويداه لا حراك فيها، وكذلك قدماه، يتحدث زائغ العينين بكلام غير مفهوم، ويجلس وحيدا بعيدا عن وطنه الذي لفظه، وشعبه الذي أسعده ما حل به، ويطالب بعدم عودته، ومن يمعن النظر في وضعه يدرك أن رأسه تكاد تنفجر من كثرة التفكير واستعراض ما هو فيه من مصائب، ويتمنى لو أنه ترك اليمن لأهله وهو صحيح الجسد معافى، وهذا ما لم يمكنه الله منه، نتيجة للجرائم التي ارتكبها نظامه بحق الشعب اليمني الكريم، أما اليهودي معمر القذافي، المهلوس المجنون، الذي لم يفكر يوما في انتقام الشعب وثورته، وظن أنه سيموت على كرسي الحكم، فقد دنا أجله، وحان وقت زواله، لترتاح الكرة الأرضية بأسرها من حماقاته وجنونه وتوافهه، فالثوار على أبواب عاصمته، وملوك أفريقيا الذين نصب نفسه ملكا عليهم تخلوا عنه، ولم تعد لهم حاجة به، وتركوا من يدعي الشجاعة بالأمس مختبئا في سردابه كالفأر المذعور، لا يملك من الأمر شيئا، تعذبه الحقيقة المرة، التي يتجرعها بذل وهوان، وتمزق قلبه الحسرات على مقتل ولده وفقدان هيبته وضياع ملكه، تموج الأرض من تحت أقدامه من شدة القصف، وتصم آذانه شدة الانفجارات، ولم تعد لديه إلا بضع كلمات غير مفهومة يطلقها بين الحين والآخر يواسي بها نفسه، التي تجهل مصيرها، بعد أن رفض العالم بأسره استقباله، وترك أمره لشعب مشتاق إلى الإمساك به ثم رؤيته وهو يتدلى من فوق رافعة! هؤلاء ومن هم على شاكلتهم من الطغاة كالهارب التونسي بن علي والفاقد لشرعيته بشار هم ثورجية العصر، الذين ملأوا الدنيا صراخا، ثم أخرصتهم الشعوب المضطهدة بالأحذية!.
أما نحن، الذين اتهم هؤلاء الثورجية حكامنا ذات يوم بالرجعية، وصفقت لهم الجماهير التي تهز عروشهم اليوم، ففي أمن وأمان واستقرار بفضل الله عز وجل، وعروشنا ثابتة، ندعم شرعيتها، ونصر على بقائها، ولن نتخلى عن الدفاع عنها، فحكامنا لم يأتونا على دبابة، ولم يحكومنا بالحديد والنار وامتهان الكرامة، ولم نر منهم إلا الرحمة والخير والبذل والعطاء، لذلك نبادل الوفاء بوفاء، ونترحم على من توفاه الله منهم، وندعو لمن يجلس في سدة الحكم بطول البقاء.


< نقطة شديدة الوضوح:
مصيبة هذه الأمة في تسلط العملاء، الذين لبسوا ثياب الزعماء، وادعوا الشجاعة وهم جبناء، وأوهموها بالنصر على الاعداء، وكل ذلك من أجل السلطة وطول البقاء، وهم في واقع الأمر غرباء، لا نعلم من أين أتوا، أو كيف حكموا، وقد آن لهذه الأمة أن تتخلص من هذا البلاء.