سبر القوافي

سبر القوافي
استراحة رمضان

 (مكانة الشعر) .!!

كانت العرب قديماً تجلس للشعر كل مرصد، فتحفظ رقيقه وتطرب لجزيله، وتتناقل قويمه وعظيمه، فلا يَحفظ من سقيمه وركيكه إلا من إختص به، أو كان مهرجاً يتداعى إلى بلاط الملوك والأمراء والخلفاء.

فالشعر كان حالة خاصة وفريدة من نوعها ومن يقرضه ويُقرّب كمن كان بمقام وزير الإعلام في قياس ذلك الزمان، وهذا الذي جعل الأخطل يجرؤ في قوله: ذهبت قريش بالمفاخر كلها .. والعار كله تحت عمائم الأنصار 

حتى قيل أنه يدخل على عبد الملك بن مروان

ولحيته تقطر خمرا ( أي ميانة هذه)!!

 لكنه الشعر ومكانته العظيمة في نفوس الناس ولا يشك أحد انه قدم هذا وأخّر ذاك.

والأخطل لمن لا يعرفه، يقول عنه جرير: أدركته وله ناب، ولو كان له نابين لأكلني.!!

( خلف السطر ) .!!

التاريخ كاتبه أبلج وتاركه أحمق والمحذّر من تكراره شقيّ، هكذا يمكن أن أصفه فلا تكاد تجد حادثة إلا ولها أخت شبيهة لها  لا يعرفها الأحمق، والباذل جهداً للتعريف بها (شقيّ).

(صيام الشعر)!!

هناك مقولة متداولة منذ أمد، تقول إن للشاعر قريناً يتناول معه نظم الأبيات ويرشده على مواطن الجمال في الشعر ويغدق عليه من لباب المعاني والرموز، إلى هنا والأمر يحتمل التصديق والتكذيب معاً، وبعض ممن يُرى أن له قرين لا يقرض الشعر في شهر رمضان وكأنه يؤكد صدق تلك المقولة، أو يريد تأكيدها لا يهم، المهم أنه امتنع برغبة ولأجل شيء ولسبب معلوم بصرف النظر عن السبب الذي يريد إيصاله بباطن الأمر.

ولكن بعض الشعراء مما لا ينفع معه قرين ولا مارد، يشبه (مكينة بئر) تدور حلقتها فيدور (الغايش) وتخال أنه سيسقط، تشتغل متى أُمرت بذلك ولا يهم إن جاءت بماء غزير أو قليل فهي تقدم طاقتها فحسب.

وهكذا هو حال بعض الشعراء، والأكثر غرابة أن يصبح شهر الصيام دافعاً لكتابة شعر الغزل.!! فبعضهم يصف مفاتن تلك العابرة فيستلمها من مفرق (نقابها)حتى أخمص (كعبها) ثم يعرّض بقضية (لاتجرحين صيامي) .!!

ياعمي أنت جرحت صيامك وجرحت صيام اللي خلفوا ام السالفة.

المقصود بـ

اللي خلفوا ام السالفة: المتوترين الأكارم.

( نداء للشعراء ) .!!

الشاعر كاللاعب، والمستطيل الأخضر ساحة شعبية والأضواء مغرية، فلا عجب أن ترى أحد الجماهير ينزل في الملعب ليثبت نظرية دوران الأرض حول الشمس، قبل أن تصطدم به كواكب الأمن لتقذفه خارج المنظومة المحترمة، أما وقد كثر من يريد إثبات تلك النظرية واختلط (العج بالمطر)، فأعطوا أنفسكم الراحة قليلاً، فقد مللنا من الشعر عظيمه وسقيمه، على الأقل حتى ينتهي رمضان المبارك.

وكوول سنة وانتووو طيبين

@mohamed_alotaib