أقلامهم

علي البغلي: منظر حسني مبارك ونجليه وأركان حكمه أذلاء في القفص لا يسر عدوا ولا صديقا،

نحمد الله الذي أرانا فيكم يوماً


علي البغلي


مع كل البلاوي التي شهدناها أثناء حياتنا الفانية من هزائم للعرب وقمع حريات وسيادة فكر ديني مهجور وغزو ومحو لبلادنا الحبيبة.. إلا أننا شهدنا لحظات تاريخية مجيدة لم يشهدها أحد قبلنا، ولن يشهدها أحد بعدنا.. فمن يتصوّر أن يشهد ذلك المنظر المجيد لسفاح العصر والأوان صدام حسين، وهو يتأرجح على عود المشنقة.. ومن كان يتصوّر رؤية حسني مبارك وأولاده وأركان حكمه، وهو الذي كان يتمثل بفراعين مصر ويحكمها بالبطش والقوة والاستبداد؟!.. حسني مبارك قضى أكثر من 30 عاما في حكم مصر، وهي أكثر من الفترة التي قضاها أي حاكم لمصر، وقد كان يسعى للمزيد له ولأولاده من بعده، اقتداء بزميل له في البطش وهو حافظ الأسد الذي سلم حكم سوريا لنجله بشار حافظ الأسد!
منظر حسني مبارك ونجليه وأركان حكمه أذلاء في القفص لا يسر عدوا ولا صديقا، ولكن هذا ما جنته أيديهم عليهم ولم يجنه عليهم أحد، ويمهل ولا يهمل كما يقول أشقاؤنا المصريون.
فهل يتعظ باقي حكام الاستبداد العرب في ذلك المصير المأساوي، فيرضخوا لأصوات شعوبهم المقهورة والمنهوبة من قبلهم؟!
* * *
محاكمة حسني مبارك وأبنائه وأعوانه، كما رأينا من جلستها الأولى ومداخلات المدعين العامين والمحامين، نعتقد بأنها ستطول وتتفرع، ولكن أن تطول المحاكمة ويسمع لكل الدفاعات تُبدى فيها هو أوقع وأجدى من عدالة «خذوه وغلوه»، التي درجت عليها بعض الأنظمة العربية، ونرجو من المشاهدين والمراقبين ألا يجزعوا من طلبات المحامين وتفريعاتهم، فهذا من صلب عملهم.. والرأي الأول والأخير سيكون للمحكمة، بقبول هذه الطلبات التي تثبت وجاهتها، وتجاهل باقي الطلبات التعجيزية غير المنتجة في القضية، كما تقدر المحكمة، ثم استجواب المتهمين وسماع الشهود ومرافعات المحامين الشفهية والكتابية، وبعدها يتم حجز الدعوى للحكم.. التاريخ تتم صناعته أمام أعيننا، فنحن محظوظون ونحمد الله على نعمته.. متمنين أن نرى المزيد من التاريخ يُصنع أمامنا، وأن يرينا الله في الكثير من الحكام العرب يوما، كما أرانا في صدام ثم في مبارك من بعده.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.