آراؤهم

الديكتاتورية الأمريكية والعالم العربي

كل منا سمع ورأى في الأيام الماضية خطاب الرئيس الامريكى اوباما عن المجريات الحاصلة في الشرق الأوسط ، وعن بزوغ ظاهرة الثورات العربية التي انتشرت كلمح البصر في جميع أنحاء الوطن العربي تندد ضد الحكومات العربية وحكامها العرب ، وتكلم اوباما عن تشجيع ودعم تلك الثورات والاحتجاجات في الوطن العربي وبكل السبل المتاحة من دعم سياسي ومالي ودفاعي واقتصادي ، وتكلم بكل وضوح ودقة متناهية عن الدول التي تقمع شعوبها ، وعن الحكومات الجائرة التي تستهين بكرامة الإنسان وتقطع أوصال الحرية المكفولة له ، وتكلم وخاض بكل المستجدات الأخيرة كأنه كان مشاركا مع تلك الثورات ، ولا يخفى على احد بان الكثير من الرؤساء والحكومات تذمروا واستاؤوا من هذا الخطاب الاعلامى الذي صاغ وترجم واقع ما يحصل في عالمنا العربي من انتهاكات ضد البشرية ولا ننكر ذلك ولكن للأسف فنحن في عالمنا العربي لا يوجد رئيس دولة قادر على أن يتكلم ويبوح ما في سره عن تلك الممارسات البذيئة التي يمارسها بعض حكامنا على شعوبهم الضعيفة كما فعل الرئيس الامريكى ، مع أنى اعتقد بان ما قاله هو تدخل حقير في الشئون الداخلية لبلداننا العربية ، صحيح أن ما يحصل من ثورات واحتجاجات ضد الحكومات الجائرة هو حق صائب لتلك الشعوب لقمع الظلم والاستبداد والعنصرية والفتن وحتى يتم أعمار وبناء ما هدمته تلك الحكومات القابعة في الحكم منذ الأزل ، ولكن انظروا من الذي يتكلم وينصحنا ويهددنا ويتوعدنا ، ونحن نعترف بان أمريكا هي القوة العظمى في العالم ، ونحن نعرف ومتأكدون وواثقون بأنها قوة ظالمة وعفنة ومستعمرة فكم كنا نشعر بالخجل والألم عندما سمعنا اوباما يتكلم عن أحوالنا وحالنا نحن العرب ، وكم استعصرنا الحزن الشديد عندما قال بان أمريكا ” الفاسدة ” هي التي ستدعمنا وتقف معنا وتؤازرنا وستزودنا بكل ما نحتاج إليه نحن العرب لكي نقمع حكامنا وحكوماتنا ، فيا للأسف أمريكا الجائرة والظالمة هي من تقول هذا الكلام ، فتاريخها السيئ الذكر ملطخ بدماء العرب الأبرياء فمن منا لا يعرف ما فعلته من جرائم بشعة في اليابان وفيتنام وحتى مع الهنود الحمر الذين أبادتهم ومسحتهم من التاريخ ، ومن لا يعرف الجرائم التي ارتكبتها بحق المسلمين في أفغانستان والعراق والصومال والسودان ، ومن لا يعرف جرائمها ضد العنصرية وضد الأسرى المسلمين ،  فهي لا تعترف بالمواثيق ولا القوانين ولا الأعراف وإنما تسعى لمصلحتها العامة بإبادة الشعوب واستحقارهم دون مراعاة للروابط الدولية ، فكنا نسمعها تنادى بالديمقراطيات ومكافحة الإرهاب وهى من تؤسس للإرهاب دولة ، فهي اتخذت تلك المصطلحات غطاء لمحاربة وضرب المسلمين في جميع أنحاء العالم ،  فها نحن نرى الدعم والمساندة التي تزود بها حليفتها الحقيرة والبائدة بإذن الله إسرائيل ” الكيان الصهيوني ” الذي يفتعل يوميا المجازر الدموية والإرهابية ضد الأبرياء في فلسطين ، والسؤال هو من سيقف في وجه تلك المؤامرات والإرهاب الامريكى على شعوبنا العربية ؟ صدق الله حين قال في كتابه الحكيم ” أولم يروا إن الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة اخزي وهم لا ينصرون ” اللهم أمين .


adel_alqanaie@hotmail.com