أقلامهم

صلاح الساير يصل الى نتيجة مفادها: الإصلاح بلا سقف ولا خواتيم

سيوف مجربة


صلاح الساير


لا سقف للإصلاح ولا خواتيم، فالتحديث ومراجعة الذات ونقدها عملية مستمرة باستمرار المجتمعات والدول، فما كان جيدا في الأمس قد لا يكون نافعا اليوم، وربما يكون ضارا في الغد، ولكل زمن تحدياته ومشاكله، لذلك فإن نظام الحكم المتوارث في الخليج نظام إصلاحي، بالضرورة، لأنه يجعل من كل حاكم مشروع اصلاح يسعى الى التطوير، فالاصلاح أو التحديث مصلحة عليا للدولة لا تعيبها، ولا تجرح الحكم الرشيد فيها، بل تكون علامة على رشاده وصلاحه.
غير أن الحديث عن الاصلاح والتطوير في الخليج لا يبرر الجنوح والعبث والمطالبة بالحكومة الشعبية المنتخبة، فذلك حديث متهور وقفزة باتجاه المجهول وتفريط في الحقائق المحسوسة والوقائع الملموسة، والحكم الرشيد المجرب عبر العهود المتعاقبة أكثر خبرة وأمانا وأمانة مما تفرزه صناديق الانتخاب غير المحصنة من المغامرين أو حملة الافكار الطوباوية أو المتطرفين.


فالعقل يقي المرء من أمراض الاستيراد والتقليد والانزلاق، حيث لا عاقل يفرط في جدول الماء ليهرول وراء السراب الخداع، بل يتمسك بمصدر الماء مثلما يتمسك ببقاء خاتم الحكومة في عهدة بيت الحكم الذي خبره الناس عبر السنوات الطويلة، خاصة أن بيوتات الحكم الخليجية هي التي قادت التحولات الكبرى والانجازات العظيمة، فمن يترك الافياء ليدجّ تحت الشموس الحارقة؟!