زحمة يا دنيا زحمة
نرمين الحوطي
يعاتبني البعض بسبب عدم التطرق لقضايا الساعة، ويؤنبني آخرون لعدم التسليط وإبداء الرأي في بعض المهاترات السياسية التي لا نعرف إلى أين ستصل بنا؟
«عفوا عزيزي القارئ» من زحمة الأخبار وتكدسها على عقولنا أصبحنا لا نملك الوقت للتحليل والتسليط، فقد أصبحنا نسمع كل يوم – بل كل دقيقة- عن كارثة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ترمي بعقولنا إلى ظلمة الطريق إلى أن أصبح بعضـــنا لا يعرف أين المفر منها، بل أصبحت الرؤية شبه معدومة للتحليل وإبداء الرأي، قد يسألني البعض بأن «فلانا» رأيه الســياسي في الأمس كان شيئا والآن تغـــير 180 درجة دون أسباب منطقية، وهنا أقــول من هذا الـ «فلان»؟
أصبــحنا في الآونة الأخيرة نسمع ونقرأ لبعض الأشخاص الذين يقعون تحت مســمى «فلان» والذين يعلم الكــثيرون أن مسيرتهم «الإبداعية» وحصيلتهم العلمية فارغة، إلا أنهم فقط يمتلكون أصابع تكتب بما يؤمرون به، ومنهم من يمتلكون ألسنة تغرد لمن يدفع لهم أكثر، وأنا ومن يلتزم الصمت وهم كثيرون لا نمتلك مثل تلك «الموهبة».
نعم هي بالفعل موهبة ولكن من فعل إنسان وضع الأخلاق والمهنية جانــبا، فكيــف يقدر هذا الـ «فلان» أن يكون بالأمس مع «هذا» واليــوم يكون مع «ذاك». إنها خاصية جــديــدة في علــم الإعلام الفاسد، تندرج تحت مسمى «إعلام مدفوع الأجر» ومعهم أصبحنا نحيا في زمن «زحمة يا دنيا زحمة» لأنهم صاروا كالمرض المتفشي في أجسادنا نعاني من أكاذيبهم التي يصدقها البعض للأسف، والمشكلة أننا بعد انتهاء الغمة لا نعرف من سيقدر على أن يدخلهم جحورهم بعد ذلك؟
كلمة وما تنرد: عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «اعتياد الكذب يورث الفقر».
أضف تعليق