أقلامهم

عبدالله العدواني ينتقد بشدة تعامل الحكومة مع الأزمات المالية العالمية ويستحضر أقوال النائب البراك

الأزمات المالية عندنا غير
عبدالله العدواني



في الوقت الذي يتخوف فيه العالم من أزمة مالية عالمية جديدة بحسب التقارير والتحاليل المنشورة في عدد من وسائل الإعلام مؤخرا نجد النائب مسلم البراك يصرح في الغبقة التي اقامتها كتلة العمل الشعبي بأن الحكومة أفضل المستفيدين من الأزمات المالية العالمية، ويضيف البراك: ولكن ليس من أجل مواجهتها وحماية الاقتصاد الوطني، بل من أجل تنفيع البعض لتعزيز تحالفات رئيس الحكومة.
وللحقيقة تصريح البراك ليس بغريب بل انه يأتي تأكيدا لتصريح النائب أحمد السعدون قبل أيام والذي قال فيه ان ربيع الشعوب العربية ليس ببعيد عن الكويت والذي كان موضوع مقالنا السابق حيث بات الربيع قريبا بسبب الحكومة التي دعمت حالة الفساد التي تسود في مجتمعنا وسيطرة سراق المال العام على مقدرات هذا الشعب.


تصريح البراك مع المخاوف من أن تضرب الأزمة المالية من جديد دول العالم تذكرنا بالفعل بما حدث في أثناء الأزمة المالية السابقة والتي ضربت العالم في العام 2008 والتي مازلنا نعاني آثارها حتى الآن، فالحكومة وقتها كانت لا تلبي اي نداء أو استغاثة من المستثمرين الصغار والذين نحروا وتكبدوا خسائر كبيرة في البورصة، ولكن ما ان ضربت الأزمة الهوامير حتى سارعت الحكومة لإنقاذهم وفي دقائق معدودة تمت الموافقة على ضمان الودائع ودعمت أحد البنوك بكل ما اوتيت من قوة من أجل عيون أشخاص يتحكمون في مصائرنا.


السؤال هنا هل إذا ما حدثت أزمة جديدة ستهب الحكومة لتلعب نفس الدور مع هؤلاء الكبار، وكيف سيكون دعمها هذه المرة.. هل بضمانات أو بسيولة أو بقرارات جديدة من أجل استرضاء من يسمونهم بحكومة الظل والأفراد والذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد.


الحكومة إذا ما اشتكى صغار المستثمرين نسمع شخيرها يصل الى أطراف الكويت ويدوي من النويصيب وحتى العبدلي.. وإذا ما شعر أحد الحيتان ببوادر زكام نجدها تجند كل الطاقات والامكانيات للسهر على راحة هؤلاء ولا مانع من أن تحضر لهم أطباء أجانب ليكشفوا عليهم.. بل انها على استعداد أن تستقدم أكبر الأطباء النفسيين في العالم إذا ما لمحت على وجه أحدهم علامات بوادر الاكتئاب.


والله يا حكومة لو كانت أي حكومة أخرى تسمع وتقرأ مثل هذا الكلام لرحلت فورا، لكن الواضح أن الأزمات العالمية عندنا غير، وأن الحكومة لدينا أيضا غير، والله يصبح بلبل الخليج بالخير عندما غنى أغنيته الشهيرة «طبعا غير»، فالواضح أنه لم يكن يقصد الحبيبة ولكنه كان يعلم أن الزمن سيدور ويكون لدينا حكومة، طبعا غير!