أقلامهم

ذعار الرشيدي ينصح أبطال الزواج السياسي الاقتصادي بقراءة التاريخ القريب جدا جدا

تزاوج المال والسلطة والتاريخ القريب جداً
ذعار الرشيدي


تزاوج المال والسلطة لعله يكون هو السبب الرئيسي غير الظاهر لجميع ثورات الربيع العربي، رامي مخلوف في سورية وأحمد عز في مصر وبطانة بن علي وشلة أقربائه في تونس وعائلة القذافي وشركائها والشويش علي عبدالله صالح «وجماعته» في اليمن، في الكويت تزاوج المال والسلطة واضح وضوح الشمس ولكن على أشكال اقتصادية تصطبغ بالسياسة تارة أو أشكال سياسية تتحول إلى شكل اقتصادي تارة أخرى، ووضوح الزواج المالي السياسي في الكويت أصبح في الأشهر الثلاثة الأخيرة أشد وضوحا من كشاف مخفر العبدلي، والأمر كما نقول بالعامية «مصخ» ويجب أن يتوقف فورا، لأن أثره السيئ والسلبي يمكن أن تراه في الطرقات وفواتير هاتفك النقال واشتراك الإنترنت و20 مستشفى خاصا بنيت في 10 سنوات ماضية دون أن يبنى مستشفى حكومي واحد في 30 عاما.
الأمر وصل إلى نقطة أن نسأل: «شنو يبون بعد؟» كل شيء أصبح رهن أيديهم وملكهم، والقوانين أصبحت تشرع على مقاسات رغباتهم ومصالحهم، لا مصالح البلد، حتى التعيينات الأخيرة جاءت أشبه بمولود مشوه نتيجة هذا الزواج الاقتصادي السياسي.


والآن سأوجه سؤالي بكل صدق إلى المتورطين في هذا الزواج الاقتصادي السياسي: وماذا بعد؟ ستملكون كل شيء، بل إنكم ملكتم كل شيء ووضعتمونا بين فكي كماشة، ذراعكم التجارية والقوة السياسية التي اكتسبتموها، لذا سأسألكم مرة أخرى: وماذا بعد؟!


لم تعصروا خيرات البلد بهذا التحالف الشرير، بل عصرتم حتى المواطنين البسطاء، بعد أن احتكرتم تجاريا تقريبا 90% من كل شيء يدخل البلد وأصبحتم تفرضون أسعاره بزيادات مصطنعة، لا بل زيادات خيالية لا يفرضها حتى كافر، ولكم نصيب الأسد من كعكة خطة التنمية المليارية، ولأنكم تتمتعون بالغطاء السياسي سواء بتحالفكم مع الحكومة أو لذراعكم التشريعية الطويلة فلن يحاسبكم أحد إن لم تنفذوا أيا من المشاريع التي حصلتم على مناقصتها، من سيحاسبكم؟ الحكومة؟ طبعا لا، كيف وهي حليفكم؟ هل سيحاسبكم المجلس؟ لا أعتقد فأنتم تشكلون ذراعا سياسية قوية فيه.


إلى أبطال الزواج السياسي الاقتصادي في الكويت، لا أطلب منكم سوى قراءة التاريخ القريب جدا جدا جدا، لتعرفوا أن ما تفعلونه هو لعب بالنار، والأمر لم يعد محتملا.