سبر القوافي

تقارب الأوزان الشعبية..

 أتحدث عن مسألة لا يعرفها كثيرون وهي مسألة تقارب الأوزان الشعرية الشعبية من بعضها في التحليل والبناء وسوف أدلل على هذا الكلام بالأمثلة.

 كلنا يعرف الوزن الذي كتب عليه الأمير الشاعر خالد الفيصل قصيدته «من بادي الوقت هذا طبع الأيامي..» وهو ما يسمى بهجيني الجنوب أو الهجيني الطويل، وهو وزن مشهور ومعروف ويكتب عليه كثيرون.. وهذا الوزن لو حذفت حرفين من بداية شطره فستدخل على وزن آخر قليل الاستعمال ونادر.. لو أردنا التطبيق على الشطر السابق وقلنا «بادي الوقت هذا طبع الأيامي..» هذا الوزن كما قلنا نادر وقليل الاستعمال.. ظهرت عليه أغنية شعبية معروفة تقول «فوق بحر الهوى تجري مراكبنا» كما كتب عليه مثلا الشاعر سلطان الهاجري قصيدته التي يقول في أولها «مرحبا يا أعذب الأصوات وأغلاها»

ولوعدنا إلى الهجيني الطويل، وحذفنا من نهايته حرفاً أو حرفين، فسوف ندخل أيضا على وزن نادر وقليل الاستعمال، مثاله قصيدة للشاعر مساعد الرشيدي يقول فيها «في البال أغاني وخلان ومواعيد.. والضيفة اللي تجيني في وعدها».. وقصيدة للشاعر مبارك الحجيلان يقول فيها «صدقني الشعر ما هو بس قرطاس.. الشعر تفريغ للنفس السقيمة» وهنا نلاحظ أن الوزن ينتهي بنهاية تشبه نهاية وزن المسحوب مثلا..

ولو عدنا إلى الهجيني الطويل وأضفنا عليه حرفاً أو حرفين جاعلين نهايته تشبه نهاية الحد، فنحن أمام وزن معروف ومشهور.. كتب عليه مثلا الشاعر مجبل الحشاش قصيدته «هالحين توك تجي عقب الغياب الطويل» والشبرمي قصيدته «يا من دهتني عيونك واحتوتني يديك» ومساعد الرشيدي قصيدته «أمشي وهمي جبل يمشي معي وين أروح» وهذا الوزن لو حذفنا أول حرفين من شطره.. فسوف نصبح أمام وزن أيضا مشهور ومعروف.. عليه القصيدة المشهورة «كان قصدك عذابي لا توصي حريص..» وعليه قصيدة الشبرمي «اقطري الهوية والقبيلة سنام» وهناك قصيدة للشاعر خالد المريخي على هذا الوزن بدايتها «قلت خل المعاند ما سمعت الكلام» كما أنني كتبت على هذا الوزن «اشتعل بالمشاعر وأعلن الاصطفاف..».

الآن سوف نذهب إلى هجيني الشمال أو ما يسمى بالهجيني القصير، وهو وزن معروف ومنتشر.. سأكتب شطراً مرتجلاً سريعاً من عندي على هذا الوزن «يا صاحبي غاب خلي ليه»، الآن بإضافة حرفين في وسط الشطر.. سوف ندخل على وزن معروف، لكنه مستعمل بشكل قليل وهو وزن جميل.. سوف يصبح الشطر «يا صاحبي ما غاب خلي ليه» كتب عليه الشاعر محمد بن فطيس قصيدته «شفتك وزاد بي الولع والشوق.. غنيتها من ساعة أقبلتي» وعليه أغنية قديمة معروفة «وينك حبيبي ما دريت شصار»، وكتبت عليه أبيات «المشكلة إني شاعر حساس» الآن من خلال هذا الوزن لو قمنا بإضافة حرف أو حرفين على نهاية الشطر وننهيه نهاية تشبه نهاية الهجيني الطويل.. فنحن أمام وزن آخر معروف ومشهور كتب عليه محمد بن فطيس القصيدة المعروفة «ما نيب من يأتي ولا يدربه..» وعلى نفس الوزن أبيات الشاعر علي بن حمري «يا سيدي سلطان لا تلحاني» وكتب عليه الشاعر جراح بن عمار «يا سادة الشعر الجزل يا إخواني» وقصيدة الشاعر مجبل الحشاش «الشعر يا كثره وكثر فنونه»..