أقلامهم

لماذا الكويت مقبلة على أشهر عجاف.. هذا ما يجيب عنه مرزوق فليج الحربي

أشهرعجاف … تنتظر الكويت
مرزوق فليج الحربي
 
من الآن الى نهاية العام من المتوقع ان نعيش شهوراً عجافاً وصعبة ومليئة بالاحتقان السياسي فمن الاضراب العام لعمال الشركات النفطية بتاريخ 9/18 بسبب عدم اقرار الزيادات المتفق عليها لهم من قبل ديوان الخدمة المدنية الى الفضيحة المليونية والمتهم بها بعض النواب وطعنت هذه الازمة المليونية بسمعة مجلس الامة ومن المشكلة المليونية الى المشكلة التعليمية التي اصبحت ككرة ثلج كل يوم تكبر وتتعقد فالجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي لا يستوعبان اعداد الطلبة الخريجين من الثانوية وتحاول الحكومة بحلول ترقيعية ولكن يبدو ان الشق عود ويحتاج لحل جذري متمثل بجامعة جديدة ان لم يكن اكثر وسوف نشاهد مشكلة قبول الطلبة بالجامعة مع بداية العام الدراسي الجامعي حيث تظهر المشكلة على السطح وتصبح واقعاً ومن مشكلة قبول الطلبة الى ازمة كادر المعلمين ويبدو ان جمعية المعلمين سنت سيوفها للمعركة من جديد بقوة اكبر وتنظيم ادق وحملة اعلامية خاصة بعد ان خيب أملهم بعض النواب الذين وقفوا معهم بتأييد قضيتهم ثم تخلوا عنهم بالتصويت وأضف الى القضايا اضراب القانونيين والتي تعمل عليه نقابة القانونيين بسبب عدم اقرار الزيادات المالية وسلب مسمياتهم الوظيفية من قبل الخدمة المدنية واستبدالها بمسميات ليس لها علاقة بطبيعة عملهم.
هذا في الشأن الداخلي أما الشأن الدولي فما زالت مشكلة ميناء بوبيان ورقة ضاغطة على الكويت من الجانب العراقي وتهديدا مستمرا وصل الى انتهاك السيادة الكويتية سواء باطلاق الصواريخ او التصريحات السياسية العراقية أو التجمعات الفوضوية على حدودنا ويبدو ان الحكومة دخلت بأزمة مع الميناء بشكل مبكر جداً ومن المتوقع استمرارية الازمة واستنزاف الجانب الكويتي سياسياً ومالياً وسيادياً بسبب الميناء.
ومع كل هذه الملفات ما زالت هناك ملفات عالقة لم تحل تضاف الى ما سبق فمن قضية البدون التي يبدو انها سوف تنتقل للشارع بصورة او باخرى الى حماس المجموعات الشبابية السياسية للعمل من جديد بعد استراحة الصيف ورمضان فهي مجاميع يدعمها نواب وكتل سياسية ويبدو أنها وجدت ضالتها في الكم الكبير من المشاكل الموجودة في البلد وسوف تعمل على اعادة شعار ارحل من جديد وبقوة وبشعبية اكثر.
هذه الازمات سوف ترهق الحكومة واذا استخدمت الحكومة الاسلوب القديم في استقطاب النواب بالمال السياسي وتقديم الخدمات لهم والتي تعتبر خدمات سفن ستار فمن تعيين الاقارب في مناصب قيادية الى ترسية مناقصات مليونية على الحبايب والاصحاب ومن يعز على النواب الى غير ذلك من الخدمات اذا استخدم هذا الاسلوب فنقول ان الازمات لن تحل بخلق ازمات جديدة وسوف يزداد الاحتقان السياسي.
أما اذا استخدمت الحكومة الاسلوب الآخر وهو تأجيل الجلسات والعمل على فقدان نصاب المجلس بالطلب من الاعضاء الموالين لها بعدم الحضور عند طرح القضايا المهمة وهو اسلوب الهروب من المواجهة ولكن الهروب له نهاية ونهاية الهروب هو المواجهة الحتمية وسوف ترتفع لهب الاحتقان اكثر واكثر.
حكومتنا لديها حلول كثيرة لحل مشاكل البلد منها كسب النواب لصالحها عبر شراء الولاءات ومنها التهرب من الجلسات حتى لا تعقد وتحشد النواب الموالين لها لتعطيل الجلسات اذا تمت ومن اساليب الحكومة سفر أعضائها عند كل أزمة خانقة وترك الجمل بما حمل ومن اساليبها تضييق الخناق على أي صوت ينتقد سلبيات الحكومة حتى وصل الامر الى ان من يتكلم بتويتر أو الفيس بوك سوف يعرض نفسه للمساءلة القانونية ومن الأساليب شراء الاعلام والهجوم على خصومها السياسيين.
ملايين تدفعها الحكومة من أجل هذه الحلول لحماية الحكومة ولو حولت هذه الملايين من الدنانير الى بناء جامعات او اقرار الكوادر او الاستعجال في تنفيذ مشاريع خطة التنمية الورقية لكان اجدى وانفع للبلد ولسمعة الحكومة… ولكن من يستوعب.


 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.