لماذا إغلاق البلد؟
د.شملان يوسف العيسى
تسعى كل دول العالم لاستغلال المناسبات والأعياد الوطنية والدينية لإنعاش اقتصادها وإضافة جو البهجة والفرح في البلد لزيادة دخلها من المبيعات والتسوق والسياحة وغيره، إلا الكويت التي عودتنا حكومتها على محاربة كل مظاهر الفرح والبهجة والسرور في الأعياد.. يتوقع العقلاء أن تستغل الحكومة هذه المناسبة السعيدة وتفتح الأبواب للمبادرات الخاصة بإقامة الحفلات، والمسرحيات، وتشجيع الفن والمسرح والسياحة العائلية وغيره، لكن يبدو أن حكومتنا التي يلجأ القياديون فيها الى ترك البلد في إجازات خاصة لا يكترثون ولا يهتمون بمشاعر الناس في الأعياد.
صحافتنا المحلية أعطت حيزاً كبيراً لرصد أعداد المهاجرين من الكويت للخارج.. فقد شهد قطاع السياحة والسفر المحلي انتعاشاً قياسياً في معدلات السفر خلال عطلة عيد الفطر أدى الى قفز في مبيعات وكالات السياحة والسفر العاملة بالسوق المحلي بنسبة تتأرجح بين 40 – %60 الى جانب تحقيق شركات الطيران معدلات أشغال كاملة على الطائرات بالتزامن مع ارتفاع قياسي في أسعار تذاكر الطيران في ظل زيادة الطلب على السفر والمسافرين من الكويت الى كل من البلاد التي يفضلونها وهي دبي وإسطنبول وبيروت وشرم الشيخ وكوالالمبور وبانكوك، أما ميسورو الحال فقد هاجروا الى دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة.. وقدر خبراء متخصصون عاملون في قطاع السياحة والسفر حجم إنفاق المسافرين من الكويت للسياحة الخارجية في عطلة عيد الفطر بنحو 28.9 مليون دينار وقد قدرت أعداد المسافرين من الكويت من المطار خلال الأيام الأربعة الماضية في أواخر رمضان (31-28) أغسطس بلغ نحو 48 ألف مسافر (عن طريق الجو – المنافذ البرية قد تزيد العدد) ومن المتوقع أن تحقق شركات الطيران العاملة في مطار الكويت إيرادات تتجاوز 9 ملايين دينار تمثل قيمة المبيعات النقدية لتذاكر السفر.
الغريب في موضوع السياحة الداخلية هو أن حكومتنا التي تعلن وبشكل مستمر في خطط تنميتها بأنها تنوي تنويع مصادر الدخل للتخفيف من الاعتماد المفرط على دخل النفط نجدها عملياً وفعلياً تحارب كل المبادرات الفردية من القطاع الخاص لفتح البلد سياحياً وخلق بيئة جديدة للسياحة في الكويت.. قد يقول قائل كيف يمكن خلق سياحة في الكويت ودرجة الحرارة تتراوح بين 50-45 درجة.. الرد بسيط وهو لا دخل للطقس في جلب السياحة للبلد إذا توفرت الرؤية والإرادة السياسية والدليل على صحة كلامنا هو أن مناخ دولة الإمارات العربية أكثر رطوبة وحرارة من الكويت ومع ذلك اتخذت قيادتها السياسية الشابة قراراً باستقطاب السواح من الخليج والعالم.. جريدة «الجريدة» نشرت يوم الاثنين 8/29 خبراً عن التطور الكبير في قطاع السياحة والسفر في دولة الإمارات حيث غرزت مكانة الإمارات على خارطة السياحة العالمية لتحتل المرتبة 30 عالمياً من بين 139 دولة شملها تقرير التنافسية للسفر والسياحة لعام 2011 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان «آفاق ما بعد التراجع» وحققت الإمارات المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في قائمة الدول الأكثر تطوراً في قطاع السفر والسياحة بعد حصولها على معدل 4.78 نقطة الذي أعدته إدارة الدراسات بدائرة التنمية الاقتصادية.
وقدر تقرير التنافسية للسفر والسياحة الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي حجم مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات خلال عام 2010 بما نسبته %16.6 أي ما يعادل 4256 مليار دولار مع الإشارة الى أن أبو ظبي ودبي والشارقة تسهم بـ%93 من مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للدولة..
هنيئاً لدولة الإمارات العربية الشقيقة إنجازها التاريخي في مجال السياحة والسفر ولا عزاء لدولة طالبان الجديدة في الخليج.
أضف تعليق