كتاب سبر

الأيام حبلى..

قبل أن ينتهي شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بكل خير، حتى أرادت حكومتنا معايدتنا، وأقسمت علينا بأغلظ الإيمان أن لا نرُد معايدتها، وكانت معايدتها عبر ممثلينا في البرلمان، وكما نعلم أنّ حكومتنا لا تتجاوز الدستور ولا تتخطاه أبداً، وبمبلغ قدره 25 مليون دينار.. فتعالت أصواتنا أن اسحبوا معايدتكم، فهيَ مرفوضة.. وحاشا لله أن يكون السبب عدم ثقتنا بالحكومة، ولكننا لا نثق بممثلينا الأنقياء الأوفياء، ولم تسمع حكومتنا أصواتنا.. من باب “لا يرد الكريم إلا اللئيم”.

وما إن تناسينا حادثة المعايدة، حتى سمعنا ما أزعج و”أنجع” آذاننا من قِبل السيد حمد الفلاح، رئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وذاك النفس العنصري السامج، والمتداول في دواوين الكويت، أكثر من تداول الحديث عن فوازير ميريام، ومايزعجنا أكثر هو تصرف ذلك الناجع.. من تسريبٍ للتسجيل لغايةٍ في نفس (محمود)، وكلاهما مخطئ، الأول بنفسهِ الطائفي، والثاني لفعلته غير الأخلاقية، والخالية من الفروسية. ولكي تبعد نفسك عن الشبهات، كن على الحياد.. ولا تصطفْ مع هذا أو ذاك، أياً كانت الأسباب.. وانتظر قادم الأيام، لتكشف لك المستور.. فهيَ حبلى.

ويكيليكس.. وما أدراك ماويكيليكس، قبل أيام كشفت لنا ويكيليكس بعضاً من مستنداتها التي تخص الكويت.. وتنقل منها على لسان النائب السابق مبارك الدويلة للسفيرة الأمريكية، أن الحكومة قدّمت للنائب د.ضيف الله أبورمية، والنائب السابق الفجي.. 500 ألف د.ك لشراء الأصوات، ونفى الدويلة هذا الكلام، وتوعَّد أبورمية باللجوء للقضاء.. والله أعلم.. والأيام حبلى.

وصندوق النقد الدولي يحذّر الكويت أن تكون بيئة مناسبة لغسيل الأموال، على ضوء عيدية الحكومة إيّاها.. فيرد العاقل الأكبر، جاسم الخرافي، ويُنزل علينا وابلاً من الحكم والمواعظ والمعلومات القيّمة.. فيقول: “أكره الفتن الطائفية، وللأسف هناك من يدفع الأموال لإثارتها في بلدنا”؛ الله الله عليك يا أبا عبدالمحسن، يا لفرط عبقريتك، وحنكتك المعهودة.. ولكن نصيحة مني، لا تنتظر إجابة من أحد.. واحسبها عليّ.. لن يجيبك سوى (صدى صوتك).. وقد تشتريه فيصمت.

وأخيراً، وعلى الصعيد الدولي.. القذافي هربْ. وتركيا أردوغان تطرد السفير الإسرائيلي. وويكيليكس تقول إن سوزان مبارك مسيحية الديانة. ومازال بشار يرتكب أبشع جرائم الإنسانية ويقتل شعبه، وسط صمت دولي مُريب.. ووو.. الأيام حبلى.

ربااااه.. الأيام القادمة ماذا تحمل في طيّاتها لنا؟ توقّف 20 يوماً عن الكتابة يجعلك لا تعرف من أين تبدأ ومن أين تنتهي.. ولكن الأكيد أن الأيام القادمة حبلى.. وماعلينا سوى المراقبة والانتظار.