الكويتيون بطبيعتهم أحرار لا يقبلون القمع، وهم من أول الشعوب التي شاركت أنظمتها في الحكم والقرار، ولم تقبل حياة القطعان التي اعتمدتها بعض الأنظمة الديكتاتورية العربية مع شعوبها، وتمخض رفضهم هذا النوع من الحياة عن وثائق وعقود تؤهلهم للمشاركة في الحكم، كان آخرها وأهمها دستور 1962 الذي تعيش الكويت اليوم تحت مظلته.
وبعد نجاح الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا، وفي انتظار نجاحها في اليمن وسوريا، برزت مواقف الشعب الكويتي المبتهجة بالحرية وكسر الأغلال، وما المظاهرات المؤيدة للربيع العربي إلا أحد الأدلة على ذلك.
واليوم، يسيئ بعض ثوار مصر الحرة الظن بالكويتيين، على إثر تطوع عدد من المحامين الكويتيين للدفاع عن الطاغية المخلوع حسني مبارك، يؤيدهم بعضٌ من الكويتيين ذوي النيات الحسنة، مستندين إلى حائطين، الأول هو دور الرئيس المصري المخلوع في تحرير الكويت، والثاني هو مقارنته بالطاغيتين بشار الأسد ومعمر القذافي وما يفعلانه بالثوار.
ولأن مصر هي التي ساهمت في تحرير الكويت، ولأن دماء المصريين هي التي أريقت على تراب الكويت، لا دماء مبارك ولا أحد من بطانته ولا أولاده، فقد سقط حائطهم الأول.. ثم إن المقارنة يجب أن تكون بالأفضل لا بالأسوأ ولا الأشد سوءاً، لذا كان يجب أن تتم المقارنة مع أنظمة الحكم العادلة كما في أوروبا واليابان واستراليا ونيوزيلندا وغيرها، لا مع الطغاة والديكتاتوريين، ولهذا يسقط الحائط الثاني على كل من استند إليه.
ومن هذا المنطلق، فإننا نعلن لأحرار مصر أننا في الكويت نعيش في حرية، صحيح أنها جزئية، لكنها تسمح بإبداء الرأي، فمن أراد التطوع دفاعاً عن حسني مبارك فليتقدم، ومن أراد التطوع دفاعاً عن الثورة والثوار ودماء الشهداء ودموع أمهاتهم فليتقدم. تماماً كما فعل بعض المحامين المصريين، بل والإعلاميين كذلك، عندما دافع بعضهم عن الديكتاتور صدام حسين وهاجمه آخرون بعد احتلاله الكويت.
إذن هي قناعات شخصية تدخل في باب “الحريات المتاحة”، لكن ومع ذا سنسعى إلى اقناع المصريين وبقية أحرار العرب أن غالبية الكويتيين، نكرر الغالبية، لا تقف في صف الطغاة ضد شعوبهم، ومن أجل ذا تتمنى جريدة ((سبر)) على الأخوة المحامين الكويتيين الأحرار ترشيح عشرين محامياً متطوعاً للدفاع عن الثورة المصرية وثوارها، حتى وإن كان تطوعهم رمزياً، لكنه يمثل رمزية هامة، من أجل إيضاح الأمور والتأكيد على أن تكاتف الشعوب أصدق من تكاتف الحكومات وأوفى.
أضف تعليق