جوانب أخرى من قضية حمد الفلاح و«الكويتية»
د. فهد عامر العازب
تأملت في قضية حمد الفلاح وتداعياتها التي اطلعتنا عليها الوسائل الاعلامية من تسجيل منسوب للفلاح وما فعله ذلك البلاّس، وحقيقة ألمي ليس ما نسب من كلام للفلاح فمن سمع ذلك التسجيل بانصاف وعدم تحيز يجد ان الفلاح لم يقل ما فيه اذكاء للطائفية او شق في الوحدة الوطنية بل كلامه من شقين الاول منهما هاجس أمني وامر احترازي فلا بد لكل مسؤول في وظيفته ان يرى هذا الجانب ولأن هناك سوابق لبعض كباتن الكويتية ممن تصرف في رحلاته دون الرجوع الى المؤسسة الكويتية وهذا جانب آخر.
فحقيقة ألمي ما فعله ذلك البلاس وان شئت فقل النمام وطريقة نشره لهذه الثقافة بين اوساط المجتمع الكويتي واما قضية الفلاح فلا بد من الوقوف على جوانب منها لكي يعلم القارئ حقيقة الامر وقبل ذكر تلك الجوانب لابد ان اوضح امراً انني قد كتبت عن الفلاح في مقالات سابقة تناولت فيها الأمور السلبية من وجهة نظري وانتقدته فيها ولكن في هذه القضية اقف معه لأن قضيته اخذت بعداً طائفيا والقائم عليها ليس الفلاح بل اطراف اخرى ادخلته فيها بسبب قراراته الادارية والتي ابعدت اشخاصاً عن مناصبهم في الكويتية وهم محسوبون على بعض النواب وهذا ما بينته في مقال سابق، فكونك تنتقد شخصاً لأمور سلبية ثم ظهرت قضية اخرى فتبين لك انه مظلوم فيها وتقف معه فهذا من العدل الذي نتمنى ان نتصف به كما قال سبحانه وتعالى {ولايجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى}.
وأما الجوانب الأخرى من القضية:
اولا: ان فعل ذلك البلاّس او النمام يجب ان لا يمر مرور الكرام ان كانت الحكومة جادة في تطبيق القانون واخذ حق المظلوم فان ذلك البلاّس قد خالف القواعد الشرعية والعرفية بفعل مشين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام).
وقال ايضا فيما رواه ابو داود في سنته (المجالس بالأمانة) وقالت العرب قديماً (من نمّ لك نمّ فيك) فينبغي للحكومة ان لا تقف مكتوفة الايدي تجاه هذه القضية وان تعاقب من قام بالتسجيل حتى يكون عبرة لغيره وخوفاً من انتشار (ثقافة البلاسة والنميمة) في اوساط مجتمعنا، فان هذه الثقافة ثقافة شيطانية تسقط المجتمع بأكمله، فعدم المحاسبة هو قطعا اقرار ضمني للحكومة بفعل البلاسة والنميمة في اخذ الحقوق المزعومة!! وهذا لا يرضاه عاقل.
ثانيا: المفروض من الحكومة ان لا تتدخل في القضية المتمثلة بايقاف الفلاح بل يجب عليها ان ترفع هذه القضية والتسجيل الصوتي للقضاء العادل للحكم فيها فان القضية ليس كما هو ظاهر للرأي العام بل لها اطراف اخرى وقضاؤنا سيحكم فيها بالعدل.
ثالثا: الكلام المنسوب للفلاح في التسجيل ليس من فراغ بل لوجود سوابق منها رحلة لندن حيث كان مقرراً في مسار الرحلة ان تهبط الطائرة في مطار (لوتن) لكنها نزلت في مطار (هيثرو) والكابتن لم يتلق الأوامر من «الكويتية» بتغيير مسار الهبوط بل تلقاها من نائب كان على متن الطائرة من الذين يهددون الحكومة ان بقي الفلاح في منصبه!! فهذ القضية غرمت المؤسسة اموالاً طائلة بسبب هذا الفعل، وايضا فليبحث عن حادث (جي فايف) في الفجيرة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
فخلاصة الكلام ان حديث الفلاح ليس بالتخرص ورمي التهم جزافاً بل لوجود سوابق في هذه القضية.
رابعاً: نرى اصطفاف بعض النواب في هذه القضية وهي قضية فردية ان صح الادعاء فيها بينما هناك قضايا مهمة لجميع المواطنين سواء السنة والشيعة والبدو والحضر ولم نر هذا الاصطفاف نفسه، فعلى سبيل المثال ازمة القبول لطلاب الجامعة والتطبيقي وهي اكثر اهمية من قضية فلان او علان في المؤسسة الكويتية ولم نر حماس هؤلاء النواب نفسه في هذه القضية بل ان بعض هؤلاء النواب عارضوا وجود جلسة خاصة لأزمة قبول الطلاب في الجامعة والتطبيقي فهل المعيار الحقيقي مصلحة الوطن والمواطن ام الطائفة والمصالح الشخصية؟ والسبب في ذلك كله هي الحكومة، فلو كانت الحكومة جادة في حل ازماتها لما ظهرت علينا هذه القضايا التي تعصف بالأخضر واليابس.
المليفي والأحلام الوردية
كان وزير الاسكان قبل اربع سنين او خمس كثيرا ما يصرح بتصريحات نارية فقد قال في احدى هذه التصريحات ان المواطن الكويتي لن ينتظر أكثر من اربع سنين الا وقد ظهر له بيت حكومي او فيلا وبعد هذا التصريح خرج ذلك الوزير من الوزارة وقد عاش المواطن من خلال ذلك التصريح احلاماً وردية لم يستفق الا من خلال تشكيل وزاري جديد من دون ذلك الوزير.
والوزير المليفي صرح قبل يومين ان الفلاش ميموري جاهز وان كل الطلاب سيأخذون (لاب توب) او (آي باد) وكأننا سنعيش في احلام وردية اخرى!! لا نستفيق منها الا بتشكيل وزاري جديد وخروج المليفي من الوزارة!! يا معالي الوزير لا نريد (لاب توب او آي باد) ولا فلاش ميموري ولكن نريد كتباً دراسية كاملة وفصولا جاهزة من حيث التكييف والكراسي وبرادات مياه جاهزة لابنائنا الطلبة وحلاً لمشكلة الصف العاشر في ثانوية ام الهيمان (بنات) المنقولات لثانوية لطيفة الفارس بالفحيحيل وهي تبعد اكثر من (21) كم من منطقة ام الهيمان وهي بحاجة لبناء ثانوية اخرى للبنات، فهذه الأمور الاساسية والحاجات الضرورية لأبنائنا الطلبة نريد من معاليكم الاهتمام بها ولا نريد احلاماً وردية!!.
أضف تعليق