الهاربون من وثيقة المطير..!
وليد عبدالله الغانم
مبادرة النائب الفاضل محمد المطير تفويض البنك المركزي الكشف على حساباته البنكية وحسابات اقربائه من الدرجة الاولى داخل الكويت وخارجها، هي مبادرة شريفة وخلاقة لا يفر منها الا متلطخ بسواد صحيفته الدنيوية، واما النظيف فسيبصم عليها، ليس بالعشرة وحسب، بل وبالعشرين.
لا أدري لماذا تباطأ بعض النواب حتى الآن في التوقيع على الوثيقة والسماح للبنك المركزي بالكشف على حساباته وحسابات اقربائه، فالنواب في وظيفة حساسة تتطلب ارفع درجات النزاهة، ونظرا لازدياد الاتهامات المتبادلة تجاه بعضهم بتلقيهم اموالا لقاء مواقفهم السياسية، او تقديمهم خدمات خاصة لاصحاب النفوذ بالاستعانة بمناصبهم النيابية، مما اوقعهم جميعا في دائرة الشك، ومن المناسب جدا ان يقوم كل واحد منهم على حدة بتبرئة نفسه، والنأي بها عن مستنقع الفساد.
ليس الغريب المتباطئون من النواب، وانما الاغرب الهاربون من هذه الوثيقة والذين يهاجمونها، أو يدعون انها غير قانونية وغير دستورية من دون ان يقدموا لنا بديلا كافيا وشافيا لتطهير ذممهم، وما هجومهم على وثيقة المطير الا خوفا من دنو ساعة الحقيقة الدنيوية والفضيحة على رؤوس الملأ.
ان وثيقة المطير ودعوة النواب لجلسة طارئة لمناقشة الـ 25 مليونا، هما سبيلان جيدان لإعادة تصحيح الأوضاع وكشف حقيقة الفساد السياسي المتفشي في بيت الشعب، وان المفترض بنا كناخبين الاصرار على نوابنا التوقيع على هاتين المبادرتين، وثيقة المطير والجلسة الطارئة، ومن غير المقبول الاعذار المضحكة التي اعلنها نواب ونائبات للهروب من هذين الاستحقاقين المهمين بدعاوى السفر للخارج، فما هذا الا دليل على خوف هؤلاء النواب، وفرارهم من كشف ذمتهم للشعب.
مع كل هذا، فان وثيقة المطير بالنسبة لي ليست الا خطوة تنقصها خطوات جادة، الاولى تحديد معنى الاموال المشبوهة التي ينبغي للبنك المركزي الكشف عنها، فلا يترك تقييمها للبنك منفردا، وهو بالأساس يتبع الحكومة التي قد تتدخل في توجيه عملية التدقيق على الحسابات، والثانية انه لا يكفي الكشف على حسابات البنوك وحسب، وانما نريد خطوة ثالثة مستحقة بالكشف عن النشاط العقاري والتجاري لكل الاعضاء واقربائهم، فهذا من اكبر مجالات التنفيع التي تعمقت في جسد العمل السياسي في الكويت.
ان العمل البرلماني امام مفترق طرق، فأداة عظيمة من ادوات الفساد السياسي ستتكسر، ودمى فاسدة قريبا ستنكشف للشعب وستظهر، فلمن سينتصر النواب والحكومة للبلد واهله ومستقبله، ام لدمار البلد وفساده وصبيانه؟ والله الموفق.
أضف تعليق