أقلامهم

سلطان آل مفتوق يروي معركة العدان ويتساءل عما إذا كانت الحكومة تستطيع بعد اليوم أن تلغي ثقافة العنف السائدة

معركة.. في مستشفى العدان!  
 
سلطان بن مفتوق
 
ذهبت مساء الخميس الى مستشفى العدان لعلاج ابني ذي الاربعة الاعوام وهناك وبينما نحن ننتظر الدور واذا بي اسمع صوت امرأة تصرخ مصحوبة بأصوات رجال واصوات تكسير.. فذهبت لأرى ماذا يحدث واذا بمنظر بشع امامي وامام طفلي ، فكانت معركة بين مجموعتين وكانت السكاكين والمقصات الطبية التي اخذت من غرف التمريض عنوة هو سلاح المجموعتين الذي يرتفع ويهوي على اجساد طرفي المعركة  حتى ان المرأة التي كانت تصرخ والتابعة لإحدى المجموعتين قد اخذت نصيبها من الضرب بالعصي من الطرف الاخر ..ولم تهدأ المعركة الا بعد تصرف شجاع من احد المواطنين عندما اخرج مجموعة من المتعاركين  وترك الاخرى  واغلق بابي المستشفى الالي عنوة بينهما ووقف هذا المواطن عند احداها ووقف عند الباب الثاني متطوعان من المواطنين ..ولولا هذا التصرف الشجاع لحصل مالا يحمد عقباه.
هنا وفي خضم هذه المعركة كان هناك رجل شرطة واقف في وسط الزحام  يتفرج حاله كحال المواطنين المتفرجين وقد كان مرتبكا , وهذا الشرطي لا يلام فهو شخص واحد امام عدة من الاشخاص مسلحين بالسكاكين والمقصات وهو لا يحمل اي سلاح  ليدافع به عن نفسه ولو انه تدّخل لفض الاشتباك بصفته رجل شرطة  لفتكت به احدى المجموعتين ..و لكن اين بقية رجال الامن ،وخصوصا بأن المستشفيات بالكويت وبالذات  العدان قد شهدت مثل تلك الحوادث في اخر كم سنة ؟ فأين رجال الامن المتواجدين في المخفر الذي يتبعه مستشفى العدان ؟ والمصيبة ان بعد نهاية تلك المعركة اتى شرطيان على سيارة الشرطة فوقفت قريب منهما لأرى هل تتبعهما سيارات اخرى تابعة للشرطة وعدد من رجال الشرطة بداخلها،  ولكن للأسف لا احد سوى هذين الشرطيين ! .. فأين انت يا مدير امن محافظة الاحمدي عما حصل من قتال اشبه بقتال الشوارع في مستشفى العدان ؟ اين انت من بكاء النساء والاطفال في المستشفى بعد مشاهدتهم لهذا الاجرام وسفك الدماء الذي حصل في مكان من المفترض انه مكان آمن وبه تحقن الدماء وليس مسلخا وبه تسفك الدماء؟
 
نقطة مهمة
 
في زمن هذه الحكومة التي ترعى الفساد والرشاوى والنصب والاحتيال لا نستبعد ان تتحول شوارع الكويت الى شوارع شيكاغو .. ولو افترضنا جدلا بأن هذه الحكومة عادت الى رشدها -وهذا لعمري لن يكون لانتهاء صلاحيتها- وبدأت بالإصلاح فهل ستستطيع تغيير ثقافة العنف التي سادت بين الشعب ؟ .. بالنسبة لي لا اعتقد بأن هذه الثقافة ستتغير لعدم اطمئنان افراد الشعب للقوانين التي يعمل بها حاليا والتي تخترقها الواسطة يوميا من قبل المتنفذين والنواب والقيادات الامنية زائد ان هذه القوانين الحالية والمعمول بها غير صارمة ولا تنتصر للشعب ولا تعينهم على استرداد حقوقهم لأنها وبكل بساطة قوانين “خيطي بيطي”!!