بعد ارتفاع مبيعات معدن الذهب وتقلص نسبة المقبلين على الشراء أكد عدد كبير من تجار الذهب أن الفترة الماضية دفعتهم إلى إغلاق محالهم بعد تكبد الخسائر من ارتفاع الأسعار و قلة المبيعات .
وأجمعوا في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم على أن الطلب على بعض أنواع الحلي يكاد يكون معدوما مثل الخواتم والأساور والأحزمة الذهبية والتي قفزت أسعارها بشكل خيالي لا يمكن أن يستوعبه المستهلك.
وقال تاجر الذهب حسين الصايغ إن الحركة في سوق الذهب أصبحت بطيئة لا سيما هذا العام بعد ارتفاع الذهب بشكل مفاجئ “لم يتوقعه أحد” ما دفع الكثير من أصحاب محلات المجوهرات ذات رؤوس الأموال الصغيرة إلى إغلاقها أو تحويل المنتجات إلى مصوغات فضية بدلا من ذلك.
وأضاف الصايغ أن الإقبال على شراء الحلي الذهبية يقتصر حاليا على شريحة المقبلين على الزواج “وهم الذين ربما يكونون مضطرين إلى شراء الحلي الذهبية كالشبكات والقلادات” مؤكدا أن البيع لمناسبات اجتماعية أخرى أصبح شبه معدوم بسبب غلاء الأسعار.
وذكر أن هناك وعيا لدى المستهلكين من أن أسعار الذهب آخذة بالارتفاع خلال الفترة المقبلة؛ لذا يحرصون على شراء الذهب بصورته الاستثمارية كالسبائك و”التولات” الخام وتجنب الشراء من أجل الزينة؛ لأن ذلك لا يعطي مردودا جيدا بعد الشراء.
وبين ان هناك أيضا شريحة كبيرة من المقيمين الذين يقبلون بشكل ملحوظ على شراء الذهب الخام ويأتي في المقام الاول الجالية الهندية تليها المصرية موضحا أن الوعي الاستثماري لتلك الجاليات يكون احيانا اكبر من المواطنين الذين يتجهون الى انفاق المدخرات على منتجات استهلاكية اكثر من استثمارها في مجال المعادن الثمينة.
من جانبه قال التاجر فاضل الموسى ان جملة من المحلات الحلي تحاول تخفيف اثر ارتفاع الذهب على مبيعاتها بادخال منتجات جديدة لم تكن مألوفة سابقا كالنحاس المطلي بالذهب او الفضة المطلية والتي تتمتع بسعر منخفض جدا مقارنة بالذهب.
ولدى سؤاله عن مدى الاقبال على تلك المنتجات البديلة قال الموسى انها بارتفاع مستمر “ولا يوجد اي مفاجأة في ذلك بعد أن عجز الكثير من الزبائن عن شراء حلي المعدن الاصفر”.
واشار إلى أن التجار الصغار لم يعودوا قادرين على شراء الذهب بكميات كبيرة كالسابق “فمثلا تجد ان بعضهم كان يشتري من 2 الى 3 كيلو غرامات من الذهب شهريا وهذا قبل 9 سنوات اما الان لا يستطيع ان يشتري حتى نصف كيلو غرام بسبب الارتفاع المذهل لهذا المعدن الثمين”.
وأوضح ان هذا الامر “يحد من قدرة التاجر بالاستمرار في نشاطه ويجعله يفكر جديا في اغلاق محلاته اضف الى ذلك انه مع الارتفاع الجنوني فان الزبون القادر على الشراء اختفى حاليا”.
من جهته قال التاجر جورج نخلة ان شراء الذهب بغرض الهدايا في المناسبات العادية اصبح شبه معدوم مضيفا انه في السابق كان محله لا يستوعب كل طلبات الزبائن عند وجود مناسبة اجتماعية كعيد الام مثلا “وكان هناك طابور من الزبائن في بعض الاحيان لكن الان فلا يكاد اي زبون يأتي خلال هذه المناسبة للشراء”.
واضاف نخلة انه مع ارتفاع اسعار الذهب فان الاقبال على المصوغات الفضية انتعش بشكل كبير ضاربا مثلا على ذلك بارتفاع اسعار القلادات (الشبكات) الفضية لمناسبات الزواج والخطبة حيث لم يكن استخدام الفضة مألوفا في السابق لمثل هذه الاستعمالات.
وعن الاحجار الثمينة والالماس ومدى تأثرها بارتفاع اسعار الذهب قال التاجر فيصل الفارس ان الالماس ايضا ارتفع خلال الفترة السابقة لكن بشكل اقل حدة من الذهب “وحتى الان يوجد مجال لشراء الحلي المرصعة بالالماس التي لا تحتوي على الكثير من الذهب”.
وشدد الفارس على ضرورة وعي المستهلك بأسعار الاحجار الكريمة خلال الفترة الحالية لانها مرشحة للارتفاع مستقبلا “حيث ان الشراء الآن افضل من المستقبل”.
ونصح المستهلكين بضرورة شراء الحلي التي لا تعتمد على الذهب بشكل كبير بل تعتمد على الاحجار الكريمة والالماس بصورة اساسية “لمن يريد ان يخفف على نفسه آثار ارتفاع الذهب”.
أما مسؤول المبيعات لدى شركة مجوهرات كبرى فاضل الحبيب فتوقع ان يستمر الضعف في اداء سوق الحلي الذهبية خلال الاشهر المقبلة بسبب الارتفاع المستمر للذهب مضيفا انه حتى الالماس لم يسلم من الارتفاع حيث حقق صعودا نسبة 30 في المئة منذ بداية العام وحتى الان”.
وبين الحبيب أن الأرقام الصادرة من مجموعة المحلات التي تملكها شركته تشير بشكل واضح الى انخفاض حاد لمبيعات جميع الحلي صغيرة الحجم كالخواتم والحلقات والاساور بسبب ارتفاع الاسعار التي كانت لا تتجاوز سابقا اربعة دنانير كويتية للغرام اما الان فتصل الى 15 دينار للغرام الواحد.
يذكر أن سعر كيلو الذهب الخام حقق ارقاما قياسية خلال الفترة السابقة ووصل الى اكثر من 16700 دينار في حين بلغ كيلو الفضة اكثر من 380 دينار خلال تداولات الأسبوع الماضي .
أضف تعليق