عندما تهجّم البرتغالي “جوزيه مورينيو” – بشكل ملفت وغير مقبول لدى البعض – على الحكام في موسمه الأول مع ريال مدريد، كانت ردة الفعل ضده كبيرة، وهذا مصير كل من يسبح عكس التيار، فمصيره الحتمي الاصطدام بالأمواج التي تسيّرها الرياح دون دليل.
البرتغالي يثبت مرةً أخرى بانه واقعي، ولا ينصاع كثيراً للبهرجة الإعلامية، محاولاً لفت الأنظار عن الأخطاء التي يرتكبها لاعبوه، فهو يحترم عقول المتابعين الرياضيين.
في العام الفائت.. وأمام اشبيلية تحديداً في الدوري، مدريد قدّم واحدة من أسوأ مبارياته في ذلك الموسم، ولكن البرتغالي لم يتحدّث عن مستوى لاعبيه، فهو ينظر إلى شيء لا يراه الآخرين، فكشف عن 13 خطأ ارتكبها الحكم “كلوس غوميز” في تلك المواجهة، هذه الأخطاء ساهمت بشكل كبير في تحبيط عزيمة لاعبين الملكي.
جرأة “مورينيو” في الحديث حول “غوميز” أثارت الكثير من الضغوط حول الحكم، هذه الضغوط ساهمت في منحه لـ”رونالدو” ضربة جزاء غير مستحقة في مواجهة الدوري الأخيرة ضد خيتافي، هنا الحكم ارتكب خطأ كبير، ولكنه بصورة غير مباشرة وضع مهنية وصراحة “مورينيو” على المحك، ليثبت عدم ازدواجيتها، ويقولها صراحة: “ليس هنالك خطأ .. ولكن كريستيانو ليس كغيره“.. تصريح البرتغالي اعتراف واضح بعدم أحقية لاعبه لركلة الجزاء، ولكنه لا ينسى الإشارة إلى الأسلوب التمثيلي الذي يتبعه خصمه.
البعض يعتقد بأن البرتغالي يمارس ضغوطاً على الحكام، كي يجبرهم على شراء صمته بتقديم الهدايا المجانية للاعبيه، ولكن الواقع مختلف، كل ما يطلبه “مورينيو” هو العدل والمساواة بين الجميع، لأنها الوحيدة التي تضمن المنافسة الشريفة، وتعطي لكل ذي حق حقه.
البرتغالي لا يساوم الجماهير على ما يقدمه لهم من متعة، فمبادئ الرياضة لا تتجزأ، ومسطرة العدل يجب أن تطبق على الجميع، فمتعة الكرة في جانب، والعدالة الرياضية في جانب آخر.
أضف تعليق