بورتريه

بورتريه
عباس.. خلف المتراس

عباس محمد غلوم عبدالله.. مواليد شرق عام 1952، أب لسبعة أبناء، أربع إناث وثلاثة ذكور، عمل في بداية حياته في الجمارك ثم انتقل إلى العمل في بلدية الكويت حتى تقاعد عام 1993، يعشق منتخب الكويت وسافر خلفه لتشجيعه في محافل كثيرة، قدساوي متعصب، أطلق عليه كثيرون لقب ” عباس جاسم يعقوب ” لكثرة ملازمته للجوهرة في الملعب وحتى في منزله، يعشق الرموز أيًّا كانوا، رياضيين أو سياسيين أو إعلاميين شرط أن يكونوا وطنيين حسب تصنيفه . 

عشق جاسم يعقوب في الرياضة، مثلما عشق الخطيب والمنيس والسعدون والبراك في السياسية، وسعد العجمي وغانم النجار في الإعلام، لكنه متطرف لمن يحبهم وراديكالي مع من يختلف معهم، وجوده في مجلس الأمة بمثابة الجمرة للنواب الحكوميين، فغالباً ما يجادلهم ويقول لهم ما لا يجرؤ غيره على قوله، عضو في التحالف والمنبر لكن علاقته بهما انقطعت منذ سنوات، يهوى لعبة “كوت ابو سته ” ولا يستمتع بها إلا في ديوانية الطريجي في الضاحية على أن يكون خصمه محمد الصقر، يزور في اليوم ما معدله سبع دوانيات من الشامية إلى الجهراء إلى أم الهيمان، في كل منطقة له أحباب وأنصار، وإذا كان ابراهيم الفريان نجم الفلاشات في الرياضة السعودية ، فإن عباس ملك الندوات والهتافات في السياسيه الكويتية، يطلق عليه البعض ألقاباً كالهتيف أو الثائر أو بودي غارد الدستور، لكنه يفضل لقب عباس ” الشعبي ” على ما عداه من الألقاب، لا فرق عنده بين سني وشيعي ، يحضر اعتصامات الشيعة والسنة معا، هو باختصار كويت مصغرة.

خلال الاحتلال العراقي انخرط عباس في أعمال المقاومة وتخصص في تزوير الهويات وتوزيعها على رموز المقاومة والشخصيات الهامة كي تتخفى عن أنظار العراقيين، إن قلت إنه مندفع ومتهور فإنك لن تظلمه، وإن قلت إنه شجاع مقدام فهي الحقيقة، صراحتة أفقدته الكثير من أصدقائه، فلسانه ينطق بعفوية عما ما يجول في صدره..

عباس ” قلبه أبيض ” وهو يعود اليوم إلى مكان عاش معه قصة حب متبادلة ، اليوم يدخل بيت الشعب مرفوع الهامة.. منبسط القامة، بعد أن حاول البعض حرمانه من عشقه الأزلي. 

عباس خلف متراس الدستور دائماً، مدافعاً ومنافحاً عن وطنه.. ففي قلبه تنام الكويت.