الدعوة إلى انتخابات مبكرة… ضرورة
شريدة المعوشرجي
الدعوة إلى الانتخابات المبكرة قبل إتمام مدة الفصل التشريعي للبرلمان كاملة ليست بدعة، ولا أمراً مستنكراً، بل هي إجراء طبيعي متبع في كل الدول الديمقراطية، بل قد تصل في بعض الأحيان إلى حالة الضرورة، والمخرج السياسي للاحتقانات التي قد تحدث بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وما تشهده البلاد في هذه الأيام من احتقانات وحملات تشكيك طالت أعضاء السلطتين، والنتائج المدمرة المتوقعة مع استمرار الوضع على ما هو عليه أمور قد تؤدي بالبلاد إلى حالة من العجز الشامل، والشلل السياسي القاتل الذي قد يجرها خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية إلى نتائج لا تحمد عقباها.
البعض يراهن على الوقت، وفي رأيي ان الوقت لن يسعف أحداً والأوضاع في تدهور مستمر، والعلاقة بين السلطتين وصلت إلى طريق مسدود ليس فيه منفذ لإبرة… ولم تعد تنفع معه المسكنات ولا المهدئات، فقد فات أوان التصالح ولم يعد هناك غير طريق واحد، وهو حل المجلس والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة يحتكم فيها جميع الأطراف إلى الشارع، وتوجهات المواطنين.
فأعضاء السلطتين طالتهم الشبهات، وانتشرت حولهم الشائعات وأصبحوا إلا قليلاً منهم محل شك في نظر المواطنين، وبالتالي فإننا نخشى أن تتطور الأمور ويكفر الشارع بمؤسساته الدستورية التي هي عماد بناء الدولة وأركانها الأساسية.
***
الأزمات عادة، الواحدة منها تلد الأخرى قد تكون أكبر منها وأعظم شراً، والتأجيل، والبطء في اتخاذ القرارات الشجاعة والحاسمة في مواجهتها، قد يعقدها ويهيئ الظروف لتعاظمها وتشابك أسبابها واكتسابها لمؤيدين جدد، لذلك كان أنجح الحلول هو المسارعة إلى المواجهة وفك عقدها، عقدة عقدة، ولعل أولى عقد الأزمة التي تعيشها البلاد في هذه الأيام هي إعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة… نعم الأمر ليس بسيطاً، ولعله يحتاج إلى وقت، لكن علينا أن نبدأ اليوم الخطوة الأولى التي لن تكون إلا بالدعوة إلى الانتخابات المبكرة وإشراك الشعب في المساهمة في اختيار نوابه الذين سيحملون على عاتقهم المشاركة في عملية إعادة الثقة بين الشعب ومؤسساته والتي لم يفتأ جميع السياسيين من ترديدها في خطبهم وندواتهم السياسية.
***
كثير من أعضاء الحكومة الحالية كانوا يهاجمون إقرار الكوادر ويرون أنه إعاقة متعمدة لتنفيذ الخطة التنموية، وتعطيل لقيام القطاع الخاص بدوره في استقطاب الشباب الكويتيين والاستعانة بهم في الشركات، لكننا نراهم اليوم يشاركون في هذا القرار الذي تعتبره الحكومة إنجازاً لها، ويقوم الوزراء بشرحه والتباهي به في مؤتمرات صحافية ومقابلات القنوات الفضائية… فعجباً للكراسي كيف تدير الرؤوس وتغير القناعات.
أضف تعليق