صحة وجمال

بعد بكتيريا “آي كولاي”.. السل يهدد بغزو القارة العجوز

ما لبثت القارة العجوز أن التقطت أنفاسها من مرضٍ معدٍ كاد يتسبب بكارثة صحية حتى ظهرت عليها بوادر مرض آخر.. فبعد القضاء شبه الكامل على بكتيريا “آي كولاي” أطل مرض السل مهددا بغزوها، فيما حذرت  منظمة الصحة العالمية من أن أشكالا لهذا المرض المقاوم للعقاقير تنتشر بمعدل ينذر بالخطر في أوروبا وستقتل آلاف الأشخاص ما لم توقف السلطات الصحية هذا الوباء.


ومع إطلاق خطة إقليمية جديدة لرصد المرض المعدي الذي ينتقل عبر الهواء وتشخيصه وعلاجه بشكل أكثر فعالية حذرت سوزانا جاكاب المديرة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية في منطقة أوروبا من أن الرضا الذاتي سمح بعودة مرض السل وأن الفشل في معالجته الان سيعني خسائر بشرية وتكاليف اقتصادية هائلة في المستقبل.


وقالت جاكاب “السل مرض قديم ولم يتوقف قط والان يتطور بشراسة.”


وقالت لوتشيكا ديتيو السكرتيرة التنفيذية لشراكة القضاء على السل في مؤتمر صحفي في لندن “الارقام مخيفة… هذا وضع مأساوي للغاية.”


والسل وباء عالمي يقتل نحو 1.7 مليون شخص سنويا. ويحدث المرض بسبب جرثومة السل المتفطرة ويدمر أنسجة رئة المرضى مما يجعلهم يسعلون البكتيريا التي تنتشر عن طريق الهواء ويمكن ان يستنشقها اخرون.


وتنتشر حالات السل المقاوم للعقاقير المتعددة والمقاوم للعقاقير على نطاق واسع -حيث تقاوم العدوى الخط الاول ثم الخط الثاني من العلاجات بالمضادات الحيوية- بشكل سريع مع اصابة 440 ألف مريض كل عام في انحاء العالم.


وبحسب منظمة الصحة العالمية وشراكة القضاء على السل هناك 15 دولة من 27 دولة تحمل العبء الاكبر لحالات السل المقاومة للعقاقير المتعددة في المنطقة الاوروبية لمنظمة الصحة العالمية التي تضم 53 دولة في أوروبا واسيا الوسطى.


ويصاب أكثر من 80 الف شخص بالسل المقاوم للعقاقير على نطاق واسع في المنطقة كل عام أو حوالي خمس اجمالي الاصابات في العالم. وقالت منظمة الصحة العالمية ان الرقم الدقيق لحالات السل المقاوم للعقاقير على نطاق واسع غير متوفر لان معظم الدول تفتقر الى مرافق التشخيص لكن الحالات التي تسجل رسميا زادت بمقدار ستة أضعاف بين عامي 2008 و 2009.


وقالت ديتيو ان المعدلات أعلى في أوروبا الشرقية واسيا الوسطى لكن العديد من البلدان في أوروبا الغربية لديها معدلات متزايدة من السل والسل المقاوم للادوية. والعاصمة البريطانية لندن بها أعلى معدل اصابة بالسل من أي عاصمة في أوروبا الغربية مع تسجيل نحو 3500 حالة سنويا منها 2 بالمئة مقاومة للعقاقير المتعددة.


وحتى علاج السل العادي عملية طويلة ومزعجة حيث يحتاج المرضى الى مجموعة من المضادات الحيوية القوية لمدة ستة أشهر. ويفشل العديد من المرضى في اكمال العلاج بشكل صحيح وهو عامل أسهم في زيادة أشكال المرض المقاومة للادوية.


وتؤكد خطة عمل منظمة الصحة العالمية لمكافحة السل على حاجة الاطباء والمرضى الى أن يكونوا أكثر وعيا بالمرض وأعراضه من أجل تشخيص وعلاج الحالات على وجه السرعة بالعقاقير الصحيحة ومتابعة المرضى على مدى عدة أشهر أو سنوات للتأكد من أنهم يواظبون على اخذ الادوية.


وقالت ديتيو انه اذا لم يحدث ذلك “فان هؤلاء الناس لن يموتوا في هدوء وبشكل مؤلم فقط بل سينشرون المرض أيضا.”