أقلامهم

حسن عباس يكشف السر وراء تصويت صديقه صاحب الشركة للنائب مخلد العازمي

نواب المعاملات 
د. حسن عبد الله عباس
 
 
لأننا نعيش قرن الانترنت والاتصالات، فإنه من الصعب جداً السيطرة على الأقاويل والإشاعات وما يُتداول. فكما من بينها الشيء الكثير من الكذب، فمن بينها كذلك الشيء الكثير من الصدق.
لو لاحظت ما يجري هذه الأيام بالصحافة لوجدت أن الجميع يريد أن ينفذ بجلده من الملايين التي بدت أمواج فضيحتها تضرب الشمال والجنوب والغرب والشرق. الجميع بدأ يهرب منها بن في ذلك اللاهثون وراءها قبل اليوم لدرجة أنهم تركوا نعلهم وعضوا على دشاديشهم بالنواجذ ولاذوا بالفرار!
أتذكر مرة زارني صاحب شركة كويتي، جاءني ليعاين المنزل وليقيم قيمة الأصباغ والعمل الذي سيجريه، فسألته لمن سيصوت؟ جاوبني بأنه سيصوت لمخلد العازمي بلا تردد. سألته وهل تعرف العازمي، أجاب بأن تصويته لم يتغير منذ أعوام، وليس هو فحسب بل وجميع أفراد عائلته، والسبب لانه نائب خدمات. فمع محاولاتي لإقناعه بضرورة التفكير في مصلحة الوطن والمواطنين، أصر بأن قراره العازمي ولن يحيد عنه، فهو سوبر المعاملات.
تذكرت القصة لأني رأيت تصريحاً للعازمي قبل يومين (وهي من الحالات النادرة أن تسمع للعازمي صوتاً أو ترى له رسماً على الشاشة) يتبرأ فيه من شبهة الملايين ويحذر ويتوعد كل من يريد تشويه صورته! لا أدري ما الذي سمعه أو لماذا يهدد ومن يقصد بالتهديدات، فبرغم علمنا أنه لا يأخذ شيئا من الحكومة، والحكومة تتعامل معه كأي نائب آخر، وهو لا يرى في نفسه إلا خادما للمواطنين، ولا يخدم مصالحه الشخصية بل مصالح الناس كونه «خدماتي بحت»، لذا اتساءل لماذا يحاتي نائبنا العازمي وما الذي يخشاه؟!
النقطة الجديرة بالالتفات هي أن التحذير في السابق كان دائماً يوجه للناس بأن يبتعدوا عن الخدماتيين لأنهم «يهتمون بالناس كثيراً»، اليوم يبدو أن التحذير موجه للنواب أنفسهم ونقول لهم إياكم ألا تكونوا مواقفيين لأن شبهة سرقة الأموال العامة ستقترب منكم أكثر وأسرع من غيركم لأن المجتمع مريض والناس أصحاب نوايا سيئة وخبيثة وشكاكين! فلا أعني أن العازمي أو غيره موضع شبهة لأن ذلك مسؤولية الجهات المعنية، لكن أقول ان أخباراً سيئة كهذه تبني تلقائياً سُلما للأولويات بدءا بالأهم للأقل أهمية لدى من يحمل في قلبه مرضا والعياذ بالله! لذا التفتوا يا اخوة رجاء لأن سمعتكم مهمة.