بينما يرى بعض المراقبين أن استضافة المملكة العربية السعودية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنَّما هو أمر نابع من تقاليد المملكة في إجارة المستجير كما هو الحال في استضافتها قبل ذلك الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وعرضها إمكانية تقديم العلاج للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، دون التدخل في شؤون الدول الثلاث، وهو ما بدى واضحاً في تصريحات المسئولين في المملكة، وتأكيدها على الحقوق المشروعة للشعوب، كذلك رغبة المملكة في تهدئة الأوضاع في اليمن، حيث إن بقاء الرئيس اليمني في بلاده في ظل الظروف الراهنة كان من شأنه أن يزيد الأمور اشتعالا، إضافة إلى منحه حق العلاج حيث تعرض لإصابات وحروق، يرى بعض اليمنيين أنه كان الأحرى بالمملكة أن تمتنع عن إيوائه لما ألحق بشعبه.
الأمر بدى أكثر وضوحاً اليوم من خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بالرياض اليوم الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، حيث عبر الرئيس اليمني خلال الاستقبال عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على الاهتمام والرعاية التي حظي بها وعدد من كبار قادة اليمن خلال تلقيهم العلاج في مستشفيات المملكة، مثمناً وقوف السعودية إلى جانب إخوانهم في اليمن في ظل الأزمة الراهنة والجهود المبذولة لتجاوزها بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني.
فيما أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره للرئيس اليمني على مشاعره الطيبة، سائلاً المولى عزَّ وجل أن يوفِّقه وجميع الإخوة في اليمن إلى تجاوز الأزمة الراهنة، مؤكداً موقف المملكة الداعم ليمن موحد آمن ومستقر.
ويشار إلى أن الرئيس صالح فترة نقاهة الآن في السعودية بعد أن أصيب بجروح في انفجار استهدف القصر الرئاسي بصنعاء في يونيو، ومنذ شهر يناير، تطالب تحركات معارضة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الموجود في السلطة منذ 32 عاما. وتنظم تظاهرات موالية لصالح وأخرى معارضة له بشكل يومي في كبرى مدن البلاد.
أضف تعليق