كتاب سبر

صَخَب

في ذات يوم حافلٍ بالقمع والأشلاء والإرهاب والأسماء والألقاب، أطرقت أهذي حائراً، والشاشة البلهاء تنفث سمها، تحكي ربيعاً أحمر، وتحيل قهري منبرا، فأسب كل الناس لا أدري لمَ، لكن يقيناً واقعي لايتزن، تلك المحن، تنهي صواب العاقلين، وترتدي ثوب الوطن!

خان الأمين إذا تصدر وافْتُتن، ورأيت كل الخائنين لهم بريق لامع، فإذا نقدت فأنت من؟ من أنت من؟ وبداية التأزيم صدق المؤتَمن، لابد من دفع الثمن، الحق والإنصاف والإسفاف والإجحاف والإدلاء والآراء والإطراء، كلٌ له ذاك الثمن، لابد من دفع الثمن، كلٌ يثمّن نفسه، لابد من دفع الثمن، بيع الضمائر سعره غالٍ، لكن حفاظ العارفين على الضمائر، مِثلهم، لا لن يقدّر بالثمن، تلك الشموس قد اعتلت، وهل الشموس لها ثمن؟

 من بين أشلاء السحب، من بين وجدانٍ سُكِب، من بين حُزن الطامحين، أَجُرّ معنىً يقترب، هل يقترب؟ كل المعاني باهتة، ولها فروع نابتة، تُروَى بفكر الكاسبين من اللقاء، سوداء فارقها النقاء، كُتبت ليحظى بالبقاء، فبدا يُغلف خوفه والقلب يملؤه الشقاء.

إني قويٌ لم أزل، لا لن أكون لأعتزل، فأنا المكافح والمنافح والمصافح والمسامح لم أزل، منذ الأزل، الخطب ليس حكاية تروى وكادت تكتمل، أنا لست زين الهاربين، إذا عَلِمْتَ لأنتقل، لن أرتحل مهما أرقتُ من الدماء، أو صمّت الآذان من صوت الثكالى والبكاء، لا لن أعود إلى الوراء.

هذا قرار الشعب ليس قراركم، والشعب يطلب مايشاء، الشعب قدّم روحه؛ كي يشتري شيئاً يقال له الكرامة، فعلى على كل انهزامة، حتى انهزامات الصغر، باتت تئن وتحتضر، حين اكتوت أقلامهم في مدح ذاك المندثر، منذ الصغر، دامت بطولات الزعيم، زعمت دواماً للنعيم، نعمت وداهما الجحيم، والنقطة السوداء ليست كالتي وضعت لخط المستقيم، لن يستقيم سوادكم، بل ينحني، لاماحنى، لو كان يحنوا ما انحنى.

 يادولة صخبت رياضك مجدِبة، وحياضك الزرقاء باتت معطبة، الملك لن يبقى وأنتِ المذنبة، يامنهكة، يامتعبة، يامرعبة، ماعدت أنت المرعبة، ماعادت الأهوام ترسم مِخْلَبه، في ذات يوم حافلٍ، بالقمع والأشلاء والإرهاب والأسماء والألقاب، أطرقت أهذي حائراً، فإذا الأذان ينطق صادقاً، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.