الإعاقة إعاقة العقل وليست إعاقة الجسد، هذا ما أثبته الشاب السعودي محمد كمال الحلواني (20عاماً) بتحقيقه المركز الأول في السنة النهائية بكلية الحاسب الآلي في جامعة أم القرى، بحصوله على تقدير امتياز. لم تقف إعاقتة بفقد القدرة على استخدام ذراعيه عائقا أمامه في إتمام دراسته؛ حيث لجأ والداه إلى تدريبه على استخدام قدميه، بعد ملاحظتهما أنه يميل لاستخدامهما منذ أن بلغ ستة أشهر.
وبدأت والدته فعلا في تعليمه استخدام قدميه في كتابة جمل قصيرة، ورسم بعض الأشكال البسيطة، وذلك في الثالثة من عمره، وحينما وصل السن القانونية للالتحاق بالمدرسة لم يجد أبوه مدرسة مخصصة لهذا النوع من الإعاقة، مما دفعه للبحث عن معلمة متخصصة لتساعده على التعلم.
وعن سبب إعاقته يقول والده: “ولد محمد بعد عملية ولادة طبيعية متعثرة؛ حيث كان المولود بالمقعد ولتفادي اختناق المولود أثناء الولادة، اضطر الطبيب إلى السحب بشدة، مما تسبب في استطالة العصبين الخاصين باليدين من تحت الكتفين، وحصول تلف شديد فيهما”.
وأضاف أنهم استشاروا أطباء عدة لمعالجة حالة الطفل، لكن دون جدوى، وأنهم عرضوه على الجراح النمساوي العالمي هانو مالَيزي، حينما قدم زائرا لأحد المستشفيات بجدة، فأكد لهم أن إجراء أي عملية له تعد مغامرة، مضيفا:”رضينا كل الرضا بقضاء الله و قدره”.
وقال والده إنه ابتكر طاولة مكنت ابنه من الكتابة بقدميه، ملمحا إلى دور صديق ابنه نايف أحمد الفقيه، الذي وافته المنية وهو في الصف الثالث الثانوي بعد معاناة مع مرض السرطان، مشيرا إلى أنه كان له فضل كبير في رحلة تعلم محمد، حيث كان يساعده في قضاء أمور حياته.
وبالنسبة لمرحلة الجامعة، أوضح الوالد أن محمد تمكن من استخدام الحاسب الآلي بقدميه، وقد دفعهم ذلك ليختاروا له تخصص علوم الحاسب، الذي تخرج منه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
ويحلم محمد بالابتعاث، ويوافقه في الرأي أبوه، الذي يرى أن طموح ابنه كفيل بمساعدته على تخطي الصعاب التي ستعترضه أثناء الابتعاث.
أضف تعليق