الإجازة: سألقي هُنا تعريفها؛ لكي يفهمها البعض بمفهومها الصحيح, هي فترة يقضيها الإنسان بعيدًا عن طقوس العمل أو الدراسة, لا يوجد كائن حي يتنفس الأكسجين، ويخرج ثاني أكسيد الكربون لا يريدها كُلنا في حاجتها, لأننا نحتاج إلى الراحة والاسترخاء بعد بذل كمًا هائلاً مِن الجهد والطاقة, قصة الإجازة مع البعض لا تنتهي حتى تبلغ رواية والبعض الآخر تكون معه قصة قصيرة؛ أي يتنفسها قليلاً ثم يعود إلى أدراجه, لو طلبت من أحدهم أن يعبر عن الإجازة تجده يمدحها ويقول فيها كلامًا عذبًا ويبقى – رغم الأنوف – حبيسًا في ذاكرتنا وقلبنا نظرًا لروعته، وإذا طلبت بعدها أن يعبر أيضًا عن العمل والدراسة يعطيك ما هو خلاف السابق كلامًا لا يروي ظمأ عطشان لكلام جميل, أعتقد أن هذه متوفرة لدى نسبة كبيرة جدًا من الناس, يحبون الإجازة لما تمنحهم ولا ينشدون في العمل أو الدراسة لما تسلب منهم, بمعنى من يعطيك موجبًا تحبه ومن يعطيك سالبًا تكرهه, بعيدًا عن قواعد ونظريات الفيزياء والرياضيات وقريبًا مِن حديثي معكم وهو الذي يتحدث حول كلمة كتبتها في أول وبداية المقال ولك أن تبحث, ويسألونك عن الإجازة؟ قل الكثير يستثمرها في ما لا يفيدهم ولا ينفعهم, يذهبون إلى المقاهي ويقضون أوقاتهم في السهر واللهو على غير نور, يكرمون شاشة التلفاز مِن أوقاتهم إلى درجة تكاد أن تسمعه وهو يصرخ: كفى.. يكفي!, يلعبون ويستخدمون التقنيات عن طريق الخطأ هدفًا من أجل الوصول إلى سعادة، وتعبيرًا عن أننا نعيش في دائرة الإجازة, صدقوني يا من تخالفوني في هذا الاتجاه, لا تجعلوا الإجازة تسرق من أوقاتكم وصحتكم, حافظوا عليها هي أمانة في أعناقكم, عززّوا نقاط الضعف وعالجوا السلبيات, فرصة لكم أن تقيّموا أنفسكم وترونها من جديد, الإجازات بحد ذاتها استثمار، فلنطلق عليها استثمار الإجازات, عش أكثر من حياة في إجازة واحدة.
فيصل خلف – كاتب سعودي
faisalbinkhalaf@
أضف تعليق