كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 27/09/2006 ومنشورة في موقع “ويكيليكس” تحت الرقم 3124 أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طالب بتغيير اتفاق “الطائف”، قائلاً: “خلص، يكفي، يجب أن يتغيّر، لنكن عمليين”. ودعا إلى مشاركة عربية ودولية لإيجاد تفسير جديد لـ”الطائف”، مطالباً الولايات المتحدة الأميركية بمباركة الأمر والسماح للجنة جديدة من ثلاث دول “ترويكا” العمل على الموضوع. ورأى أنها وفرنسا تستطيعان لعب دور في صياغة دولة “لبنانية” أقوى، وإلا ستستمر أزمات لبنان.
جاء كلام ميقاتي، خلال لقائه السفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان، في 26 أيلول 2006، في معرض إقتراحه إعادة صياغة النظام السياسي في لبنان، ودفاعه عن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لعدم ذكره “الطائف” في خطاباته، مشيراً إلى أن نصرالله أكد له في السابق أن الحزب “يتبع القرآن، والدستور، و”الطائف”، حسب ما ذكرت صحيفة المستقبل.
كما أفاد ميقاتي بأن رئيس حزب “المردة” النائب سليمان فرنجية يشوه سمعة اتفاق “الطائف”، ليس لأن فيه إلغاء سورياً، لكن باعتباره محاولة لإعادة توحيد المسيحيين المغتربين والمنقسمين بين السياسيين السنّة والشيعة والشتات”.
وبحسب البرقية، أكد ميقاتي لفيلتمان أنه لا يدعم ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة لأن ذلك سيعزز نمط وجود “دولة داخل الدولة”.
وفي سياق آخر أكد على وصف “حزب الله” بأنه “دولة داخل اللادولة”، لافتاً إلى أن قوته لم تتغير بعد حرب تموز، لكنه بات أكثر شرعية في لبنان والمنطقة. وقلل أمام وفد السفارة الأميركية، من أهمية وجدية كلام نصرالله خلال “مهرجان النصر الإلهي” في 22 أيلول 2006، عندما نفى نزع سلاح الحزب قبل أن يصبح لبنان “دولة نظيفة وعادلة”، قائلاً: “كان المقصود منه إثارة عاطفة أتباعه ولايؤخذ كلامه حرفياً”.
وأوضح أن للحزب نفوذاً على سوريا، التي تعتبر زبونة لإيران أكثر منها حليفة لها، ناقلاً “القلق السوري حيال التقرير الثاني لمفوض لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتز، الذي وجد رابطاً قوياً بين عمليات الاغتيال التي وقعت في لبنان”.
ودولياً، أكد أن لبنان “يحتاج الى مساعدة أميركية في معالجة القضية العربية – الإسرائيلية”، مشدداً على “ضرورة أن تتخذ جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي إجراءً بشأن مبادرة سلام جديدة بين العرب واسرائيل”. ورأى أن “السلام في لبنان يتطلب تدخلاً سورياً، وكل من يحكمه “يجب أن يمرّ عبرها”.
أضف تعليق