الكاتب في جريدة الراي، جعفر رجب، المعروف بولائه التام للضبعة والوكيل، يهاجم القبائل من خلال هجومه على الزميل الوشيحي، مدعياً أنه سليل من بنى السور ودافع عن الكويت في الماضي.
أعلافهم أعلامهم
ربع مثقف وكاتب، كتب بثقة عرجاء، الكويت دولة موقتة، من أين جاء بهذا الإفك؟ ولماذا اعتبرها دولة موقتة؟ سأقول لكم:
اعتبرها دولة موقتة لأنه عند الضرورات تشغل المقطورات باتجاه الحدود هربا، مع كل صفارة إنذار، تعلم أن يهرب لا أن يواجه، لا بأس بقليل من الشعر والشعارات عن الرجولة المرجلة، ولكن عند الشدة يختار العار، على عبارة «الله يرحمه»!
اعتبرها دولة موقتة لأنه يعيش أينما كان الكلأ، وحيثما أمطرت السماء ذهبا ونفطا، والخراف التي تبحث عن مراعيها لا يهمها كثيرا من هو راعيها، فلا وجود لوطن عنده غير البرسيم، أعلافهم أعلامهم يقفون لها ويحيونها بكل احترام!
اعتبرها دولة موقتة لأنه موقت على هذه البلاد ويتصور كل من فيها ومن فيها موقتون مثله، يرى البلد نبع ماء يغترف منه قبل أن تعكره يداه، وحصان سباق يتراهن عليه ويقتله بعد أن يربح في الرهان!
اعتبرها دولة موقتة لأنه لم يشاهد يوما كيف صمد أجداده بوجه البحر والبر، وكيف تحملوا فقرهم لانهم عشقوا ترابها، وكيف اختلط عرق جباههم بطين السور الذي بنوه، ليحضنوا ويحصنوا وطنهم من سيل الجراد وأسراب الغربان!
اعتبرها دولة موقتة، لأنه لا يشاهد إلا آبار النفط ومحطات البنزين، لم يشاهد يوما بحرها، ولم تلمس قدماه شواطئها، ولم تطربه ألحان البحارين… لص، لا يطربه سوى رنين الفلس!
اعتبرها موقتة، لأنه لم يزر يوما قبر صديق روى بدمه ترابها، ولا رثى يوما شهيدا ضحى لأجل هذا الوطن الجميل، ولا يعرف «ابن هذا وذاك»، ان الأوطان تُخلد مادام أجساد الشهداء تروي أشجار الأبدية فيها!
اعتبرها موقتة، ويريد أن يضمها إلى الآخرين، ويريد أن يمسح حدودها بقلة أدب لا حدود لها، لأنه لا يجد نفسه إلا تابعا ذليلا، لا حراً أبيا كأهل هذا البلد!
يا سادة من وقف وقال لكم إنها موقتة فارموه بحجر، حتى لو كان مثقال الحجر ألف دينار، ارجموه ولكم الأجر حتى لو لم يشهد على فاحشته أربعة شهود!
جعفر رجب
أضف تعليق