المعارضة أسوأ من الحكومة
ذعار الرشيدي
إن كان هناك من هو أكثر «لعانة» من الحكومة في عدم الشفافية فهي بعض الكتل السياسية المعارضة، ولا عجب، فالكتل السياسية في الكويت سواء التي شاركت في تجمهر الأربعاء أو تلك التي تكتفي بالبيانات والفاكسات ليست واضحة في سبب عدائها للحكومة ولرئيسها، فأجندات معظمها غير واضحة بالنسبة لنا كشعب ولا تعلن، فلم يظهر ناطق رسمي بأي كتلة شاركت في التجمهر وأبلغتنا صراحة عن أرائها في بقية الأقطاب المتصارعة، نعم واضح استهدافهم لرئيس الوزراء وهذا أمر نفهمه ونعيه بل ونؤيده كون رئيس الوزراء في نظرنا وليس نظرهم وحدهم مسؤول عن إدارة السلطة التنفيذية وأي أمر هو مسؤول عنه، ولكن لم يبلغنا المعارضون الذين «فجروا» أدمغتنا ببياناتهم المكررة حول ضرورة إسقاط الحكومة، لم يبلغونا ويكشفوا لنا رأيهم في الأقطاب الأخرى المتصارعة سياسيا، لم يذكروا سوى رئيس الوزراء.
يا سادة إن رئيس الوزراء ليس وحده في الساحة السياسية فهناك 3 أقطاب آخرون وهناك الأقطاب التجارية المسيطرة على ذراع حيوية في المجلس، لم لا تبلغونا عن آرائكم فيهم، وتكشفون لنا كامل أوراقكم.
سنصدق أنه لا شخصانية في استهداف رئيس الوزراء، في حال أعلنتم صراحة وعبر بيانات لاحقة عن آرائكم في بقية الأقطاب المتصارعة في مشهدنا السياسي، أما وأن حديثكم منصب على رئيس الوزراء وحكوماته، فمن حقنا أن نتساءل: «إذا كنتم ترفضون الحديث عن بقية الأقطاب فأنتم إما تعملون لصالح أحدهم أو تتحالفون مع أحدهم لغرض سياسي لا يعنينا نحن كشعب نبحث عن مستقبل أفضل لبلدنا، وأنا لا أرى بأسا في أن تتحالف أي كتلة مع أي قطب سياسي شريطة أن تعلن ذلك وبصراحة وبكل وضوح، وإلا فإنها ولا شك أسوأ من الحكومة في طمس معالم الشفافية، ودمتم. عدا ذلك سيكون حديثكم واجتماعاتكم في حكم الكذب السياسي المحرم أخلاقيا، واستريحوا، أنتم ومن تتحالفون معه.
توضيح الواضح: متى ما كشفت كل كتلة سياسية عن أجندتها وتحالفاتها بكل وضوح عندها سنشد على ايديها ونؤيدها بالمطلق، أما وهي تمارس فن الإخفاء السياسي، فسنقف منها تماما كما نقف من الحكومة، وسنتعامل معها كما لو كانت تعمل ضد الشعب تماما كما تفعل الحكومة التي يجب أن تسقط الآن قبل الغد، وقبلها تسقط الكتل التي تخفي تحالفاتها السياسية مع الأقطاب المتصارعة، والحديث هنا واضح، لا شفافية يعني أن الكتلة السياسية تكذب علينا تماما كما تفعل الحكومة.
أضف تعليق