قناة يوسف مصطفى الإخبارية..
حسن علي كرم
في لقائه مع بعض المسؤولين في هيئة الاذاعة البريطانية الـ BBC، كشف الوكيل المساعد لشؤون الاخبار يوسف مصطفى عن عزم وزارة الاعلام الكويتية انشاء قناة اخبارية، وهو من اجل هذا ذهب للبحث مع المسؤولين في الهيئة البريطانية العريقة والمحترفة عن مدى امكانية التعاون والاستفادة من ارشيف الهيئة والبرامج التلفزيونية الاخبارية التي تقوم بإنتاجها…
بداية لابد من القول ان تجديد الدماء في مؤسسات الدولة واعطاء فرص للكفاءات الجديدة لأخذ دورها في خدمة الوطن هو من اهم ما تحتاج اليه الدولة في مسيرتها التطورية واللحاق بالركب التقدمي العالمي، كذلك تجديد الدماء حافز للشباب بالعمل والانتاج وكذلك خلق المنافسة، ولعل خير ما فعلت وزارة الاعلام اخيرا ان احالت عددا من القيادات القديمة الى التقاعد مفسحة الطريق لقيادات جديدة للاحلال محل تلك القيادات.
وعلى الرغم من انحسار دور وزارات الاعلام والذي بات من الماضي، فقد اوجدت آليات جديدة ومستحدثة مواكبة للتطور التكنولوجي وانفتاح الفضاء وما رافق ذلك من الحريات وحق التعبير وحقوق الملكية الفكرية ومن المؤكد ان الكويت ليست في معزل عن العالم، لذلك لم يعد هناك ما يلزم استمرار وزارة الاعلام بوضعها الوظيفي التقليدي الراهن بل باتت هذه الوزارة عبئا غير ضروري على الحكومة وتاليا على الدولة، لذا فالمطلوب مواكبة التطور وايجاد بدائل، خاصة في ظل عدم وجود وزير اصيل فلقد غدت وزارة الاعلام كالزوجة المعلقة، لا هي مطلقة ولا هي حاصلة على حقوقها الشرعية..
انشاء قناة اخبارية والتي يتحمس وكيل الاخبار الحالي يوسف مصطفى لانشائها، في تصوري هذه القناة قد تأخر على انشائها منذ عهد وزير الاعلام الاسبق الشيخ سعود الناصر الصباح الذي تنسب اليه الفكرة أو المشروع، ولعلي بهذه المناسبة اقول لو استمر الشيخ سعود في منصبه الوزاري كوزير للاعلام لكان اوجد اعلاما كويتيا مواكبا للتطور واعلاما منافسا، الا ان خروج الشيخ سعود من الاعلام وعدم استقرار المناصب الوزارية كل ذلك ادى الى ان يتخلف اعلامنا ويستقر في ذيل اعلام الدول المجاورة والدول الشقيقة..!!
ان تنشأ قناة اخبارية حكومية كويتية، فهذه لن تكون الا اضافة لعدد القنوات العاملة الحالية، ذلك ان شروط النجاح لهذه القناة الاخبارية الموعودة لا اظن متوافرة خاصة في ظل القيود القانونية والسياسية الشديدة التي تفرضها الدولة على وسائل الاعلام الخاصة والرسمية، فهل هذه القناة، ستعمل خارج المظلة الحكومية حتى اذا افترضنا خروجها من المظلة الحكومية هل يتوافر لها سقف الحرية الذي تتمتع به قناة (الجزيرة) أو العربية؟ وهل تستطيع ان تدخل حلبة المنافسة مع الجزيرة والعربية وقنوات اخرى في الطريق كقناة (العرب) الاخبارية لمالكها الامير السعودي الوليد بن طلال، وقناة (ميادين) للاعلامي التونسي المتميز بن جدو…؟!!
تجارب القنوات الاخبارية الحكومية غير مقنعة وابرزها على الساحة حاليا قناة النيل الاخبارية المصرية والاخبارية السعودية والاخبارية السورية، المشكلة ان القيود الحكومية لا تخلق اعلاما ناجحا واعلاما مؤثرا، وايضا الاعلام الخاص اذا لم يكن احترافيا ومكفولا بالحريات فلا يكون وضعه بأفضل من وضع القنوات الحكومية.
شيء جيد ان يتحمس يوسف مصطفى ويصر على نجاح مهمته كإعلامي احترافي وكمسؤول في جهاز من مسؤولياته ابراز دور الكويت على كافة الصعد المحلية والاقليمية والدولية، ولكن لن يتحقق النجاح مع عدم توافر الحرية..
أضف تعليق