أقلامهم

عبدالله المسفر العدواني يناشد صاحب السمو التدخل بحكمته لإنقاذ الكويت

أنقذ الكويت يا ربان السفينة
عبدالله العدواني


ما شهدناه في الكويت خلال الفترة الأخيرة من ممارسات للفساد بجميع أشكاله وألوانه أمر يبعث على القلق على هذا البلد وشعبه وثرواته ومستقبله، فالفساد وصل (للركب) كما يقول اخواننا المصريون، ولا يمكن السكوت عنه بأي حال من الاحوال وهو ما جعل القوى السياسية تعيش حاليا حالة من الحراك السياسي غير المسبوقة يساندها أبناء الشعب بأطيافهم المختلفة.
الفساد في الكويت ليس اختراعا للمعارضة ولا افتراء على المفسدين ولا هو محاولة لتلطيخ سمعة أحد أو التجني عليه، فالفساد في الكويت أصبح ضاربا بجذوره، وأصبح له رموزه وأعلامه الذين يعرفهم رجل الشارع ويحفظ أسماءهم عن ظهر قلب، ويشار إليهم في كل مجلس أو ديوانية وربما بأصوات مرتفعة لا يمكن قمعها أو إسكاتها لكثرة عددها وجرأتها وحقيقة ما يصدر عنها.


الفساد في الكويت فساد موثق ومعترف به دوليا وشيء تتميز به الكويت في المحافل العالمية، بل ان الكويت أصبحت تتصدر عناوين الصحف والمجلات العالمية كدولة رائدة في الفساد كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز واسعة الانتشار عالميا في عددها قبل ثلاثة ايام تحت عنوان «الفساد يهز الكويت ومطالبات بالتحقيق، الوضع صعب وبحاجة لقرار».


الفساد في الكويت لم يعد هناك مجال للسكوت عنه فوجدنا ذلك الحراك السياسي وارتفاع الاصوات المطالبة بالاصلاح وإنقاذ الكويت من الفساد والمفسدين والراشي والمرتشي، فالامر لم يعد يحتمل بعدما تجرأ الفاسدون ولم يعد لديهم حياء أو خوف، والفساد عيني عينك.


ما تشهده الكويت من اوضاع صعبة واستنفار للكتل السياسية واتحاد الطلبة والنقابات وجمعيات النفع العام والحركات الشبابية ونواب الأمة بسبب انحدار المؤسسة التنفيذية والتشريعية أيضا، أمر يحتاج بالفعل لقرار مناسب حان وقته المناسب منذ فترة، والكل ينتظر ويخشى أن يأتي القرار متأخرا.


بالله عليك أنقذ الكويت يا ربان السفينة فالأمواج عاتية، والفساد لا تقوى على حمله البعارين، ولم يعد شراع الفساد يتحمل الرياح السريعة الإصلاحية، فرياح التغيير والإصلاح لها عبير المسك الذي نشتمه آتيا من بعيد، وأمواج التنمية الحقيقية نشاهدها على مرمى البصر وستقضي حتما على الفساد والمفسدين، والكل في انتظار قرار الربان بإنقاذ السفينة.