.. وأيضا الشيخ ناصر أبرك
عبداللطيف الدعيج
قالوا.. وما زالوا بالطبع يدّعون، ان الشباب الكويتي سيسقط الشيخ ناصر المحمد. لكن عندما حلت الصدقية لم نر من الشباب أحداً. بل نواب مجلس الامة يتخاطفون مكبرات الصوت ويتنافسون في استعراض معارضتهم للحكومة. قالوا: ان التجمع هو ضد الراشي والمرتشي، وعند الصدقية ايضا تبين ان المطلوب اسقاط الشيخ ناصر فقط. بدأوها بثورة ربيعية حسب تصورهم، بامارة دستورية وحكومة منتخبة ورئيس وزراء شعبي، لما لم يتجاوز المؤيدون العشرات حوّلوها الى دعوة عامة لمحاربة الراشي والمرتشي بهدف زيادة اعداد الحشد.
هذه هي مشكلة او ازمة «المعارضة الجديدة»، فهي ليست لديها قضية، وليست لديها ايديولوجية، بل حتى ليس لديها برنامج او خطة. الاجندة الحقيقية، والهدف المعلن والمخفي هما اسقاط الشيخ ناصر. علما بان جميع مساوئ حكومات الشيخ ناصر واخطائها هي نتيجة مؤكدة لارتباط هذه الحكومات بهذه المعارضة، وخضوعها المستمر لابتزازاتها ومطالبها غير الواقعية وشراهتها في الاستهلاك و«تعففها» عن العمل والانتاج.
قلناها ونعيد قولها: لسنا من مؤيدي السلطة او الشيخ ناصر بالذات، لكن اذا كان البديل هو جمهور ساحة الارادة واتجاهها فالشيخ ناصر ابرك، واكثر مقدرة على حماية ثروات البلد والحفاظ على نظامه وقواعده ممن همه الاول تحريم هنا ومنع هناك، او اغلاق صحيفة لا تعجبه او تسكير محطة له معها عداوة، او زيادة علاوة الاولاد او عانية العلاج في الخارج. هذه مرة ثانية اقصى طموحات «شباب» ساحة الارادة، وليس ادل على قولنا هذا من انهم فشلوا في التعامل بمسؤولية ورقي مع القضية التي حشدوا لها منذ ايام واسابيع.
مواجهة الراشي والمرتشي تم اختزالها بشكل سمج ومؤذ في المطالبة برحيل الشيخ ناصر، وكأن البلد سيصبح ساعة سويسرية بعد رحيله عن منصبه. وكأن كل شيء «عال العال وتمام التمام» وليست عندنا مشكلة سياسية، سببها الاساسي انعدام وعي الناخب وطغيان الولاء الشخصي – عائلي قبلي طائفي – على خياراته، وكأن ليست لدينا ازمة اجتماعية تعود الى عدم قدرة او رغبة اغلبنا في الذوبان في هذا العصر.
ربما لدينا، ولدى غيرنا، تحفظ على المطالبة بإقالة الحكومة، وربما لدينا رغبة في استمرار الشيخ ناصر، لكن لدينا بشكل مؤكد رغبة حقيقية في اقرار قانون الذمة المالية ومراقبة الاداء النيابي بما يكفل ويضمن «غل» يد الراشين ومن يتلذذ بافساد النواب.. وان وقف الشيخ ناصر او حكومته ضد ذلك فليذهبا مع سحت الرشوة الى الجحيم.. فهل سيعمل «شباب» ساحة الارادة على فرض ارادتهم في اقرار قانون الذمة المالية على الحكومة وعلى النواب، ام سيكتفون – مثل نوابهم – باقالة الشيخ ناصر والتمتع او بالاحرى التمصلح بنتائج هذه الاقالة؟!
***
هذه المقالات كلها قديمة، وهي غيض من فيض، وما جمعناه على عجالة.. لكنها جديدة، وستبقى جديدة في توقعي الى ما شاء الله.. لان شيئا لن يحدث هنا وشيئا لن يتغير، سواء أقيل الشيخ ناصر او استقال. نعيد نشرها اليوم للتأكيد لمن تحمّس من حَسَني النية من المواطنين لخطباء ساحة الارادة يوم الاربعاء الماضي اننا دعونا هؤلاء منذ زمن الى الانتباه لظاهرة الافساد السياسي.. «بالتحديد من بداية عهد الشيخ ناصر»، ولكن الجماعة من الالف الى الياء كانوا يتمصلحون، وكانوا يصعدون في الاستجوابات من اجل مزيد من الانتفاع المباشر وغير المباشر.
***
2009/6/25
.. الاستجوابات هنا حق يراد به باطل، ووسيلة نيابية سهلة للتكسب وتحقيق الامتيازات وتعويض خسائر وتكلفة الحملات الانتخابية.
***
2008/1/8
الهدف الاساسي من استجوابات مجلس الامة، اثارة قضية، اي قضية، ضد اي وزير، ومن ثم مد الايدي والارجل من قبل الانتهازيين – تقريبا كلهم – من اعضاء مجلس الامة للتكسب منها ماليا وسياسيا.
***
2007/12/31
لتذهب الحكومة الى الجحيم، وليفارق الشيخ ناصر المحمد، فما يهمنا هو مصالحنا والدفاع عن دستورنا، واحقاق الحق الذي استهترت بالتلاعب فيه حكومتنا وتحالفها الرجعي.
في كل الاستجوابات تلجأ قوى التخلف الى ابتزاز الحكومة، سواء كانت صاحبة الاستجواب، مشاركة فيه او حتى في صفوف المتفرجين، في كل استجواب تبتز قوى التخلف الحكومة وتفرض مكوسها وجماركها الخاصة على المواقف المطلوبة منها. ولان حكوماتنا كانت دائما ولا تزال ضعيفة، فان قوى التخلف لا تزال تكنز مالا تارة وسياسات تارات وبين هذه وتلك تعديات واختراقات لحقوق غير الدستورية.
ملينا.. تعبنا ونحن في كل استجواب نصطف ببلاهة خلف الحكومة، وكل ما تفعله الحكومة هو تبديد اموالنا على زوير وعوير، واليوم تتكرم وتدخلنا نحن في القسمة والتداول، تطرحنا وحقوقنا سلعا تشتري بها الولاء او بالاحرى التصويت المؤقت للبعض..
***
2007/1/31
كل استجواب يقدم تكون نتائجه وخيمة، وآثاره سلبية في الوضع العام. والمضحك هنا ان اغلب او بالاحرى كل الاستجوابات معنية بالحرص على المال العام او التدقيق في أوجه صرفه، في حين ان الحكومة تضطر في محاولتها لحشد الانصار ولمنع طرح الثقة في الوزير المستجوب.. تضطر الى رشوة الكثير من النواب بالمشاريع التنفيعية تارة، وبالمناصب والوظائف التي توفرها او تختلقها في معظم الاحيان لناخبيهم وبطانتهم. لقد كلفت الاستجوابات البلد الكثير، بل وبغض النظر عن نوايا اغلب المستجوبين، فإن كل الاستجوابات استغلت في النهاية لتحقيق اما مكاسب شخصية مباشرة لبعض النواب، واما انها وفرت فرصا غير قانونية وهبات وعطايا وترقيات لا اساس لها من الصحة لناخبيهم.
أضف تعليق