يا لهذه الدنيا العجيبة والغريبة، بدأنا نستشعر بأشياء شنيعة ومؤلمة تحصل في أوطاننا العربية تحط من قدرنا وكرامتنا وقوميتنا، فنرى حكومات تضغط علينا بأفكارها وأساليبها الجائرة وبأفعالها الظالمة، فنراها تأخذ كل السبل القبيحة والملتوية في كسر ذراع من ينتقدها أو يتجرأ بالقول عليها، فهي في ظنها إنها الوحيدة القادرة على صياغتنا وترهيبنا وتعذيبنا، وبشتى الطرق القذرة، وهنا يأتى دور شعوبنا الضعيفة والمستسلمة لتلك الإملاءات الظالمة، التي تفرضها علينا حكوماتنا في تطبيقاتها، فهي لا تعلم عما يدرو في داخلنا من ضغوطات الحياة التعيسة، فكل الويل لمن لا يسمع أو يطبق ما تقوله تلك الحكومات المستبدة، حتى ولو كان ما يطبقه خاطئ وغير مقتنع به، صار خضوعنا واستسلامنا لتلك الأوامر مطلب وأمر لا بد من تنفيذه حتى لو اضطرت حكوماتنا باستخدام كل أنواع العنف والقوة والظلم باتجاهنا وصارت قلوب شعوبنا العربية يملؤها الخوف والخضوع من تلك الأحكام الجائرة التي يستشعرون بها ويتلمسونها في حياتهم اليومية، وصار هدفهم هو تنفيذ تلك الأوامر القبيحة، فهذا هو حال شعوبنا العربية يصيبهم الرعب عند انتقادهم لحكوماتهم الجائرة، وينتابهم الهلع من بزوغ الحريات والديمقراطيات والتي ستضمن لهم حياه كريمة وكرامة وعزة نفس مفقودة في ظل تواجد تلك الحكومات المستبدة في الوطن العربي.
وللأسف فقد أصبح الخضوع لأوامر الحكومات الجائرة هو السمة الواضحة والمسيطرة على أغلبية الشعوب العربية، فالخوف من المستقبل وعدم الثقة هي من زرعتها حكوماتنا فينا، وأخذت تطعمنا منذ ولادتنا بالسمع والطاعة للأوامر مهما كانت قاسية وظالمة، قد لا يدرك ولا يعرف الإنسان العربي بأنه مواطن وله قيمة أخلاقية، ودستور يحميه، وقانون يترافع عنه، وكرامة لا يتخلى عنها وحقوق وواجبات لا بد أن يفعلها في ظل حدود ديننا الحنيف، فلماذا الخوف والخضوع من تلك الحكومات؟ أليس من الأجدر والأصح والأعقل أن نخاف ونخضع لله تعالى الذي هو من خلقنا ووهبنا الحياة؟ أليس بنا أن نكون شجعانا في مواجهة الظلم على أبناء شعوبنا العربية، فلنكون شجعانا بقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، فلنكون شجعانا ونقضى على الاستعباد والاستحقار عندما ينتشر في دولنا، فإننا نعلم علم اليقين بأن هناك أشخاصاً دفعوا ضريبة كلمة حق وآخرين للأسف جبنوا وخافوا ولاذوا بالفرار، فليكن سلاحنا هو لساننا وقلمنا، ولنقف بوجه حكوماتنا الجائرة التي تريد أن ترجعنا إلى عصور الخوف والرهبة، وأن يكون إيماننا نابع من عقيدتنا الإسلامية؛ لأنها هي سبب نصرتنا ونجاتنا من هول ما نراه اليوم من عذاب وويلات متفشية في عالمنا الإسلامي، فلا تفقدوا الأمل والعزيمة، واعلموا أن هناك رجالاً نذروا أنفسهم لخدمة الحق ونصرة المظلوم، فلتكون أنت واحد ممن يسعون إلى رفع الظلم عن شخص ما وإعلاء كلمة الله في جميع الميادين، ولتكن انتقاداتنا بدون تجريح أو ظلم لأحد، فاعلم أن الله معك وناصرك بإذن الله,,,
عادل عبداللة القناعى
أضف تعليق