كتاب سبر

جلست والخوف بعينيها

بادئ ذي بدء، لابد من تعريف الفساد باعتباره السمة الأكثر شيوعا من بين السمات الأخرى التي تميزت فيها الكويت بالفترة الأخيرة وفي عهد هذه الحكومة على وجه التحديد ويعرف البنك الدولي الفساد بأنه (إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص).

يحكى عن ثقافة الفساد عندما يبلغ المزاج العام حالاً لايعود فيه المرتكب مداناً في أوساط المجتمع..! وتغدو الأخلاقيات السائدة متقبلة المخالفات والتجاوزات التي تدخل في تعريف الفساد, فتكون الرشوة من الممارسات المألوفة, أما من يرتكب هذه الجريمة فيبقى مبجل لا يطوله تنديد أو إدانه وليس محاسبة.! أما القوانين المكافحة للفساد أضحت متفاوتة والكل يفسر القانون على هواه وتوجهاته؛ لذلك فإن مكافحة الفساد باتت قضية في منتهى الحيوية ومن أكثر القضايا التي تحظى بالاهتمام وعلى أوسع نطاق وعلى جميع الأصعدة, لكن ليس على الطريقة الحكومية التي فاجأتنا بتفاعلها مع قضية الـ 25 مليون والحسابات المتضخمة وكأن رحلة الخطوة تبدأ بألف ميل, حيث قررت مع بداية انتشار الخبر مراقبة الحسابات ” التويترية ” بدل الحسابات البنكية…. يا رااااجل!!

بل من مقتضيات مكافحة الفساد الفصل الحقيقي بين السلطات! وليس كما هو حاصل, حيث تم الفصل بينها في وثيقة الدستور، أما على أرض الواقع هي مجموعة من ” التوائم السيامية ” الملتصقة من الرأس إلى أسفل القدمين, الفصل الحقيقي هو الضمان الحقيقي للمساءلة والمحاسبة, وتطوير نظام تربوي ثقافي صالح وقطاع إعلامي موضوعي مستقل وفاعل, أما غير ذلك فهو هدر للوقت والثروات؛ لأن التعاطي مع النتائج غير مجدي في حال بقية الأسباب قائمة!! وإن رحلت هذه الحكومة وجاءت أخرى أكثر إصلاحاً فهي مجرد إصلاحات نابعة من رغبة شخصية قد لا تطول ثم تنقلب أفسد من سابقاتها بل وأضل سبيلاً.. ومن المعروف عن الفساد أنه ينطلق أحياناً من ضعف السلطة السياسية أو نتيجة عدم تطبيق القوانين! لأني متشائم بالسليقة أو الفطرة لا أثق في البرامج  التي تعرض في التلفزيون, حيث دائماً اكتشف في نهاية كل برنامج للتحليل السياسي بأن النتيجة التهاب حاد بالمثانة! لكونه أقرب لتحليل البول! أجلكم الله، من كونه تحليل سياسي, لذلك أجدني ألجأ إلى المنجمين والعرافين في هذا المجال, وعلى طريقة قارئة الفنجان جلست والخوف بعينها تتأمل فنجاني المقلوب, وقالت ما لم تُسقط قضية الرشوة هذه الحكومة فسوف يكون  لها ضل طويل وسوف ينتشر الفساد ويصبح أشجاراً و قد تكون فكرة السفر إلى سطح الشمس على متن طائرة ورقية أكثر واقعية  للتصديق من إصلاح يأتي من رحم هذه الحكومة, وفي السنين العجاف القادمة قد تدخل مادة الكسب غير المشروع ضمن المناهج التعليمية الأساسية إلى جانب العلوم والإسلامية باعتبارها من الثقافة الوطنية، وشرعنتها من باب أن هناك صلة دم وقرابة بين المال الحرام.. وابن الحرام, وما تواصلهم إلا من باب صلة الرحم, ولن ترحل هذه الحكومة حتى يكون رصيد خطة التنمية والأجيال القادمة على الحميد المجيد, وعند سؤال السيدة العرافة عن الدستور قالت: سوف يتحول حينها إلى ” مجرد وجهة نظر ليس أكثر.!  ” وطريقك مسدودٌ مسدود يا وطني.!  

(تحذير انتخابي.. !!):

الأجسام والأقوال الظاهرة في المرآة تبدو أصغر وأكذب مما هي عليه في الواقع وفي مجلس الأمة..!! الرجاء الانتباه عزيزي الناخب كي لا تصطدم ” بكبت”.

@baderfarhan1