أبشروا بالكوادر
عبدالله العدواني
أبشروا يا معشر الكويتيين، هنيئا لكم، الحمد لله، ها قد عشنا ورأينا بأم أعيننا حكومتنا أعزكم الله وهي تدافع عن حقوقنا وتسعى لمصلحتنا، ألم تقرأوا تصريحات الحكومة الأخيرة في شأن الكوادر؟ ألم تسمعوا عن سعي الحكومة لإقرار الكوادر؟ أبشروا بالكوادر، ما لكم يا قوم؟ لم أركم في ساحة الإرادة تحتشدون وترفعون صور رموز الحكومة؟ ما لكم لا تهللون فتسمع صوتكم كل الشعوب المقهورة التي لم تحظ بما حظيتم؟ يا قوم ان الحكومة تقول بالحرف الواحد.. «مجلس الوزراء يبدي تفهمه لبعض المطالب والمقترحات ويكلف عددا من الجهات الحكومية إنجاز دراسة شاملة في مدة لا تتجاوز 3 أشهر تتناول كل الاعتبارات القانونية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية ذات الصلة بهذه المطالب». أرأيتم، ألم اقل لكم ان الحكومة أحرص على مصلحتنا من أنفسنا؟ بل لعلكم نسيتم ما صرحت به الحكومة قبل سنتين، فالحكومة وحول ذات الموضوع قالت قبل سنتين انها ستدرس موضوع الكوادر هذا، ولكنها لكي تعمل على المصلحة العامة ولكي يكون عملها منظما قالت قبل سنتين انها ستأخذ رأي البنك الدولي وديوان الخدمة المدنية حول الكوادر.
نعم، البنك الدولي، والله العظيم هذا ما قالته الحكومة قبل سنتين، لكن وكما تعلمون لأنه «بنك»، وفي نفس الوقت «دولي» فما يأخذ شهرا يحتاج لديهم الى سنة والسنة بعقد والعقد بقرن وهكذا فانتظروا وانتظروا وانتظروا حتى تموتوا.
طبعا حكومتنا الله معها، حكومة فريدة في مواصفاتها وللعلم هي لم تفعل ذلك وتصرح التصريح الأخير خشية الاضرابات والاعتصامات، ولا حتى تصريحها قبل سنتين كان للتسكين والتهدئة والضحك على الذقون، حكومتنا لا تعرف أبدا هذه الأشياء وإنما أطلقت تصريحها الأخير من وحي حرصها علينا.. الله يعينا، بل وحددت عمل اللجنة بثلاثة أشهر، لكن يا ترى أي نوع من الأشهر، أشهر كتلك الأشهر التي نعرفها عندما نكتب تاريخ اليوم، أم أشهر بحسبة البنك الدولي؟
أكيد حكومتنا ما راح تسكت أيضا هذه المرة، وستحيل أمر كوادر الكويتيين ليس على البنك الدولي فقط، وإنما ستعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، والمشكلة الكبرى أن الولايات المتحدة قد تستخدم حق الفيتو، ونعود من حيث أتينا ونبدأ المفاوضات من جديد.
الحقيقة حكومتنا هذه جعلتنا نفقد الثقة في كل شيء، وهل تحسب المواطن غبيا وطفلا صغيرا تضحك عليه بتصريحات من أجل تهدئته أو استمالته لفترة ثم تغدر به ثانية؟ كيف لهذه الحكومة أن تطلق تصريحها الأخير هذا وهي التي صرحت قبل عامين بتصريح مشابه لم نر من ورائه أي إنجاز ولم نعرف الى أين انتهى ما كانت تقوم به في هذا الشأن؟
لقد تعودنا على أفعال الحكومة مع الأسف، وما تقوله الآن ما هو إلا «إبرة مخدرة» لحل أزمة الاضرابات وتهديد الموظفين بالاعتصامات، وللأسف دائما تكون هذه هي خطوات الحكومة لحل الأزمات.. بالتلاعب والخدعة، وإذا كنا قلنا في بداية المقال «أبشروا بالكوادر»، فنقول الآن في نهايته.. «اقبض من دبش».. لأن حكومتنا لا تريد أن ترهق ميزانية الدولة ولديها ما هو أهم.. وأهم.. وأهم.. إنه شراء الولاءات.
أضف تعليق