أقلامهم

تركي العازمي يرى أن “حاتم الطائي” وبطانته قد تركوا الطريق سالكا ل”القبيضة”

«القبّيضة» 
تركي العازمي
 
 
لأننا شعب طيب «غلبان» خرج نوابنا «القبيضة» وأنا لا أعني تحديدا نواب «الكاش» بل نوابا دخلوا للمجلس لفرض سلطتهم على مجريات المناقصات والمناصب و«حلب» البقرة الحلوب حتى الرياضة ما سلمت!
كثير من النواب في خط واحد يسير… خط مستقيم لا مخرج منه ولا تحويله… خط واحد تتناثر عليه الهبات الملموسة وغير الملموسة ولا ترى له ترحيبا سوى من «حاتم الطائي» وبطانته من ترك الطريق سالكة لهم!
قد يعلل البعض كرم ورضا المسؤولين تجاه بعض النواب من دون سواهم أمر منطقي فكيف لهم أن يعينوا من يعارضهم ليل نهار وحتى خلال أوقات «القيلولة» وفرص «الراحة والإستجمام»، والرد على هؤلاء: الحكومة لو كانت لديها خطة عمل لما وجدنا مرضى يتلقون العلاج في الخارج على نفقتهم الخاصة ولما وجدنا رفض قبول طلبة عرب معدلاتهم تفوق 99 في المئة ويقبل من هم أقل نسبة ولما وجدت مبان حكومية مخالفة، ولما وجدنا ساحة الإرادة مكتظة تحشد الهمم لإطاحة رموز الفساد!
لا يوجد هناك أمرا شخصيا في الأمور، إن المسألة لا تتعدى كونها مناشدات تطالب بحقوق انتهكت وأموال وزعت ومناصب منحت لغير المؤهلين وبالتالي ومقارنة بالربيع العربي نبقى نحن في حال أفضل ويجب تدارك الأمور!
وهنا نود طرح سؤال محدد وهو: لماذا أعلنت البنوك وظهرت حكاية «النواب القبيضة» الآن… إنهم منذ عقود «يحلبون» ولا حسيب ولا رقيب؟ وهل يعقل أن نصدق من قال إنه دخل البرلمان بيد بيضاء وسيخرج منه بيد بيضاء!
والسؤال الأهم هو: هل سيستجوب الرئيس؟
من وجهة نظري إن «العناد» في مواجهة ظروف كالتي نعيش تداعياتها يعتبرصفة قيادية تعجل في دمار المؤسسة وتزيد من شدة الاحتقان وفي الأمس 5 آلاف وغدا 10 ألاف أو أكثر… ولمن يقول إن مجلس الأمة هو السبب في حالة التأزيم التي تعيشها البلاد نرد عليه بمشاهد وعبر مرت علينا في الأعوام الأخيرة وعلى سبيل المثال حادثة «توزيع الفلوس» وفي المقار الانتخابية حتى وإن كانت «من جيبه الخاص» والإعلانات، وعودة النائب دميثير، حادثة «الصباحية» والهجوم بالآليات وإستخدام القوة، حادثة ديوان الحربش ومقتل الميموني وقضية القبول وكوارث الكوادر، ومصائب وزارة الصحة في عهد وزير الصحة الساير لا تعد ولا تحصى و… فوق هذا يقولون السبب مجلس الأمة.
عقلية تقود البلد بطريقة عقيمة فيها القيادوين دون المستوى والكفاءات خارج الحسبة ولا حوكمة ولا معايير ولا تنمية!
وفي الختام «دوام الحال من المحال» وموضوع الفساد نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» عدد 21 سبتمبر: فماذا يريد أحبتنا الحكماء أن نقول بعد كل هذا وبعد أن خرجت لنا حكاية «الكبت» و«القطية» و«الشرهة»… والله المستعان!