الرصاصة الصديقة
عبداللطيف الدعيج
يوم أمس، ووفقا لما نشرته القبس، تم اطلاق رصاصة الرحمة على الحكومة الحالية، والرصاصة لم تأت من مجانين المعارضة او المخابيل المعروفين لمجلس الامة كالمعتاد، ولكن، من احدى اللجان التي يمكن اعتبارها حكومية ومن ضمن الخط العام الذي تمثله وتسير عليه الحكومة.
بعض اعضاء اللجنة الاستشارية الاقتصادية أو أغلبيتهم، كما يوحي خبر القبس، «كانوا قد عقدوا العزم على تقديم استقالاتهم الأسبوع الماضي، لكن تم تطويق ذلك التهديد، نظرا لغياب سمو الأمير عن البلاد».
وسبب الاستقالة يعود الى ضعف مجلس الوزراء الحالي، وعجزه عن مواجهة اطراف الابتزاز. وحسب القبس، فإن اللجنة الاستشارية الاقتصادية ماضية الى حد تقديم تقرير الى حضرة صاحب السمو، تؤكد فيه «أن مجلس الوزراء الحالي غير قادر على قيادة الكويت في المرحلة المقبلة»، وهذه هي رصاصة الرحمة.. وهي رصاصة صديقة ومن طرف، ان صدق الخبر، ليس له عداء او مصلحة في إسقاط الحكومة.
من المفيد ان نعيد هنا إننا ضد النهج وضد السياسات وليس ضد الشيخ ناصر المحمد، لذا فإننا عندما نروّج لهذا التقرير او الادانة لمجلس الوزراء، فاننا ندين النهج والسياسات وليس الشيخ ناصر المحمد شخصيا كما يحرص البعض.
في نظرنا اليوم، بالامس وفي الغد، فإن المسؤول عن السياسات العامة بشكل عام هو الجميع، وهو المواطن الذي يملي بقوة الاقتراع او بقوة الاضراب او بقوة الابتزاز سياساته ورغباته على الحكومة.
لهذا كتبنا بالتحديد يوم الاحد الماضي «ان جميع مساوئ حكومات الشيخ ناصر واخطائها هي نتيجة مؤكدة لارتباط هذه الحكومات بهذه المعارضة، وخضوعها المستمر لابتزازاتها ومطالبها غير الواقعية وشراهتها في الاستهلاك و«تعففها» عن العمل والانتاج». واليوم يؤكد خبر القبس، ان صح، ان الحكومة لا تزال، رغم التوصيات ورغم الاستشارات ورغم تعاضد اللجنة الاستشارية الاقتصادية معها، اضعف من ان تواجه الرغبات والطموح غير المسؤول لجماعات وقوى الهدر والنهب.
مع هذه الادانة للحكومة نعود للتأكيد اننا ضد النهج، وضد الاساس والأصل الذين يبتدئ منهما الهدر والتسويف في المقدرات الوطنية، لهذا نحن ندعو، كما دعونا دائما، الى تغيير النهج واستبدال السياسات الشعبية والرسمية وليس استبدال الشيخ ناصر وحده. فهمنا هو الاصلاح ومحركنا هو الصالح العام وليس «حكة» خلافة الشيخ ناصر.
أضف تعليق