أقلامهم

عبداللطيف العميري يطالب النواب الشرفاء بضبط النفس إزاء محاولات صرف الأنظار عن قضية القبيضة

لا تضيعوا القضية!
عبداللطيف العميري


قضية الإيداعات المليونية وتضخم حسابات النواب، أو من يسمون «القبيضة»، من أهم وأبرز القضايا السياسية في التاريخ السياسي الكويتي المعاصر، وقد لاقت تفاعلا شعبيا كبيرا وسخطا اجتماعيا على هؤلاء عديمي الذمة والضمير، وقد ترجم ذلك في الحشد الجماهيري الكبير في ندوة «إسقاط الراشي والمرتشي» في ساحة الإرادة الأسبوع الماضي، والتي ألقت بتبعاتها على «القبيضة» ومن خلفهم وأصبحوا في وضع لا يحسدون عليه، وهو ما جعلهم يجتمعون ويدبرون ويفكرون في كيفية الخروج من هذا المأزق، فكان أفضل السبل المتاحة هو لفت أنظار الناس الى أمور أخرى قد تكون ثانوية لا أهمية لها حتى ينشغل الناس بها وينسوا القضية الرئيسية.
ولعل ما يحزن ان يقوم أصحاب القضية ذاتهم بإعطاء الحجة والمادة للفاسدين حتى يطيروا بها ويصرفوا الأنظار، ومن أبرزها ما ذكره النائب مسلم البراك عن قضية النائب «القبيض» مع «الكبت» حيث تناسى الناس الندوة والحشد الجماهيري والراشي والمرتشي وأصبحوا يتندرون ويتفكهون هذه القصة، بل قد دفع الفضول الكثير الى البحث والتحري والسؤال عن اسم ذلك النائب صاحب «الكبت» وتناسوا موضوع الندوة، وكذلك قيام بعض الأعضاء بخلع غترته أيضا جعلهم يتركون كل ما قيل في الندوة ويتمسكون بهذه الفعلة، ولعلهم نسبيا نجحوا، ناهيك عن بداية خروج بعض الجهلة بإيعاز كالعادة للهجوم على بعض النواب المعارضين للحكومة واتهامهم بازدواجية الجنسية، هذا الموضوع «البايت» الذي صنعته الحكومة ثم راحت ترسل أبواقها للتهديد به وإثارته من جديد.


ولا تخفى علينا قنوات الإعلام الفاسد التي تروج ليل نهار وتنقب وتبحث وراء نواب المعارضة لعلهم يجدون لهذا النائب مسجدا بناه أو ذاك تصريحا قاله او آخر كانت له مصلحة مشروعة مع الحكومة ليهولوا ويضخموا ويشوهوا صورة كل من يقف امام مؤسسة الفساد، ولعلكم شاهدتم ذلك المذعور المعتوه الذي ظهر قبل أيام على إحدى الفضائيات ويصرخ كالمجنون ويقول: «أنا معارضة وتسقط الحكومة ولكن أعطوني مليونا وأسكت عنكم»، وهو يريد بذلك التعريض بالنواب الشرفاء المعارضين للحكومة، فمثل هؤلاء تستخدمهم مؤسسة الفساد لضرب النواب الشرفاء وكل من تسول له نفسه الوقوف ضدهم، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على إفلاس المفسدين وتخبطهم ومدى الألم الذي أصابهم من فضيحة الإيداعات المليونية.


فيا نوابنا الأفاضل، أرجوكم تعقّلوا واضبطوا انفعالاتكم ولا تكونوا محامين فاشلين لقضية عادلة.