محليات

الداخلية تشرح جهودها من أجل الأسرى في كتاب (المهمة الكبرى)

انتهت وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للأدلة الجنائية بطباعة كتاب جديد تستعرض فيه جهودها المبذولة والمستمرة من داخل الكويت و خارجها للعثور على رفات 650 من أسرى الكويت الذي تم إعدامهم من النظام العراقي البائد خلال احتلاله الكويت . 

وقدم اللواء الدكتور فهد الدوسري المدير العام للإدارة العامة للأدلة الجنائية الكتاب الذي صدر بعنوان (المهمة الكبرى) بكلمة استعرض فيها الجهود المستمرة على مدى سنوات عدة التي بذلتها الإدارة للعثور على رفات هؤلاء الأسرى الكويتيين وغيرهم من جنسيات أخرى الذين أعدمهم النظام الصدامي خلال احتلاله الكويت ما بين أغسطس 1990 وفبراير 1991. 

وقال اللواء الدكتور الدوسري في الكتاب ان هذه المهمة كانت كبرى لأنها كانت قضية شعب كامل أنجاه الله تعالى من براثن غزو واحتلال كامل لكل أراضيه استمر سبعة أشهر كما أنها قضية دولة الكويت بأسرها. 

وأضاف ان تلك المهمة حظيت باهتمام بالغ من قادة دولة الكويت على جميع المستويات ابتداء من سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء واللجان المتخصصة وأفراد الشعب الكويتي الذين بذلوا كل الجهود وعلى شتى المستويات لمعرفة مصير الأسرى والمفقودين شهداء الكويت الأبرار. 

وذكر أن تلك المهمة استدعت من الدولة أن تشكل لها لجنة وطنية خاصة تعنى بشؤون الأسرى والمفقودين بذل مسؤولوها وعلى رأسهم المغفور له الشيخ سالم صباح السالم الصباح رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين كل ما في وسعهم في سبيل إنجاز هذه المهمة.

 وأوضح أن الإدارة التي تقوم بدورها في عملية الاستعراف على الأسرى والمفقودين استطاعت التعرف على 236 أسيرا كويتيا وتم تسليم رفاتهم جميعا إلى ذويهم وتشييع جنائزهم تشييعا رسميا. 

وقال اللواء الدكتور الدوسري إن عمل الإدارة في سبيل إنجاز هذه المهمة شمل مناطق عدة في الكويت كما انتقلت فرقها إلى خارج حدودها وعاينت مواقع عدة وتم رفع رفات وهياكل عظمية من عدة مواقع في العراق شملت مناطق في الزبير والبصرة والقرنة والناصرية والعمارة والسماوة وكربلاء وبغداد والرمادي ونينوى. 

وذكر أن جهود فرق البحث لم تقتصر على العمل في الكويت والعراق بل اتجهت شرقا نحو اليابان وأقصى الغرب باتجاه أمريكا الجنوبية باتجاه البرازيل حيث ساهمت الإدارة في عملية الاستعراف على صحافي ياباني قتل في العراق وآخر برازيلي قتل هناك أيضا.

 وأضاف ان هذه المهمة الكبرى شارك فيها نحو 100 فني وعامل من مختلف التخصصات الطبية والكيميائية والبيولوجية وفنيي التصوير الجنائي وخبراء في فحص المستندات ومسارح الجريمة. وقال اللواء الدكتور الدوسري ان هذه المهمة الوطنية حملت بين طيات عملها الفني فيها معنى التحدي والإصرار للكوادر الكويتية وكان هناك تحد علمي وفني بالغ الصعوبة في بداية الأمر باعتبار أن فحص الرفات واستخلاص الأنماط الجينية منه يعد أصعب أنواع هذا النوع من الفحوص لاسيما مع كون مختبر الوزارة بسيطا ومتواضعا. 

وأشار في كلمته في مقدمة الكتاب إلى أهمية الدور الذي أدته الخبرات الكويتية في هذه المهمة الوطنية في جميع مراحل العمل وعلى مدى السنوات التي أدت فيها الفرق الفنية المختلفة نشاطها ومهماتها. 

وذكر اللواء الدكتور الدوسري أنه بالرغم من بشاعة الغزو وعمق الجرح فان الإنسان الكويتي سما فوق ذلك “فقد عثرنا في أرض الكويت على 55 جثمانا لجنود من الغزاة العراقيين وتم استخراجهم وتسليمهم إلى دولة العراق في مشهد مهيب يظهر الجانب الإنساني للكويت”. 

ويتضمن الكتاب سبعة فصول يستعرض الأول (المعايير الدولية للاستعراف على المفقودين), والثاني (محاور خطة العمل), والثالث (الصعوبات التي واجهت فرق العمل), والرابع (مهمات البحث عن الأسرى والمفقودين ونتائجها), والخامس (دعم الدولة للمهمات), والسادس (الجانب الإنساني الكويت), والسابع (الأدلة الجنائية في عيون الآخرين).