أعرب رئيس مجلس الامة جاسم محمد الخرافي عن أمله في ان يتجاوز الفلسطينيون مرحلة الخلاف بينهم وان يراعوا المصلحة الوطنية العليا إذ اصبح توحدهم ومصالحتهم ضرورة حتمية لحشد تأييد دولي لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وقال الخرافي في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في العاصمة الإيرانية طهران وافتتحها المرشد الاعلي للثورة علي خامنئي إن إقدام السلطة الفلسطينية على خطوة طلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة يمثل رد فعل طبيعياً على كل ذلك، ويشكل لمؤتمرنا هذا حدثاً مهماً يجب التوقف عنده خصوصاً بعد أن وصلت المفاوضات الثنائية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في إطار مسار أوسلو لطريق مسـدود .
واعتبر الخرافي ان عقد هذا المؤتمر الهام على أرض الجمهورية الإيرانية الصديقة يعتبر مناسبة سارة ، وهي فرصة طيبة أن نلتقي في رحابها لنواصل دعمنا ومساندتنا لأشقائنا الفلسطينيين في كفاحهم الطويل لاستعادة حقوقهم المشروعة.
وقدم الخرافي الشكر للمرشد الأعلي للثورة الاسلامية علي خامنئي ولرئيس وأعضاء مجلس الشورى الإيراني على جهودهم “الطيبة” في تنظيم هـذا المؤتمــر، متمنياً للجمهورية الإيرانية ، قيادة وحكومة وشعباً ، المزيد من التقدم والازدهار .
وقال الخرافي ان القدس الشريف أرض النبوات، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصلى الأنبياء والملائكة، فالقدس أحد ينابيع الخير والبركة التي خصها المولى عز وجل بذكره في قوله تعالى ? الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) صدق الله العظيم .
واوضح الخرافي ان القدس الشريف يتعرض لمؤامرة إسرائيلية لطمس معالم المقدسات الإسلامية، وهدم المسجد الأقصى، و محو الهوية الإسلامية، وهي مؤامرة يجب الحذر منها ومواجهتها في إطار تحرك إسلامي وعربي ودولي سريع لحماية المقدسات الإسلامية من الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية .
واضاف: لقد عاش الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة دائمة مع احتلال غاشم وآلة حرب عاتية ، فلا يخفى على الجميع وحشية جرائم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وانتهاكاته التي تضرب بالمواثيق والأعراف الدولية عرض الحائط، وتستبيح الأرض والعرض ، و الشعب الفلسطيني الشقيق بقي يقاوم في ثبات ويتحدى إرادة العدوان في سبيل حقوقه المشروعة .
وأكد أن على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في وضع حد للممارسات الإسرائيلية التي كانت سبباً مباشراً في فشل عملية السلام أمام التعنت الإسرائيلي في الاستجابة لمتطلبات عملية السلام ، ومواصلة الحكومة الإسرائيلية سياسات الاستيطان والاحتلال.
واعتبر الخرافي إقدام السلطة الفلسطينية على خطوة طلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلســــطينية في الأمم المتحدة يمثل رد فعل طبيعي على كل ذلك ، ويشكل لمؤتمرنا هذا حدثاً مهماً يجب التوقف عنده خصوصاً بعد أن وصلت المفاوضات الثنائية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في إطار مسار أوسلو لطريق مسـدودا مشيرا الي إن تلك الخطوة تمثل تحولاً كبيراً على طريق حل القضية الفلسطينية ، ونحن إذ ندعو المجتمع الدولي ممثلا في منظمة الأمم المتحدة لدعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني ، والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية ، فإننا نؤكد على أهمية قيام الدول العربية والإسلامية بدورها في دعم هذه المبادرة ، و ضرورة التنسيق بينها لمساندة الحق الفلسطيني .
وشدد الخرافي علي اهمية المصالحة الفلسطينية علي اعتبار انها لم تعد خياراً بين فرقاء ، بل ضرورة حتمية تفرضها المصلحة الوطنية العليا ، فــلا أمــل في حشد تأييد دولي لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس بغير وحدة الموقف الفلسطيني ، ولن تتحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني مع استمرار حالة الانقسام الداخلي ، فلا دولة بلا وحدة ، ولا وحدة بغير مصالحة حقيقية تتوحد فيها الأهداف ، و تصفو فيها النفوس ، وتعلو فيها المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق كل مصلحة .
ووجه الخرافي كلمة الي الفلسطينين قائلا “اقول للأشقاء الفلسطينيين في مختلف المواقع والمسئوليات إن المضي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني قدماً، وتحقيق غاياته الوطنية ، والاعتراف بدولته المستقلة لن يتم إلا عبر المصالحة الوطنية الفلسطينية “لافتا إلي ان الشعب الفلسطيني لا يزال يراهن على وعيكم ، وحسكم الوطني ، وقدرتكم على تجاوز الخلاف ، فالمصالحة الوطنية هي المدخل الرئيسي لتحقيق غاياته الوطنية.
أضف تعليق