لا شك أن الكرة الكويتية شهدت تطوّراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وهذا التطور انعكس بشكل كبير على مستوى المنتخب الوطني، مع استمرار مطالبة أغلب الجماهير بتطبيق نهج الاحتراف الكامل، ووضع مبادئ أساسية للعلاقة بين النادي واللاعب، والتي ما زالت تصبّ في مصلحة النادي بالمطلق حتى الآن، ولكن الانفتاح الإعلامي، وسهولة بناء العلاقات بين الأوساط الرياضية المحلية والخليجية.. وحتى العالمية، زاد من الضغوط على الأندية، التي بدأت تنصاع تدريجياً للعروض التي تتقدم للاعبيها.
هذا الانصياع أو التسليم.. يمثّل مرحلة جديدة في تاريخ الرياضة الكويتية، لأن رغبات اللاعب باتت لها قيمة وتقديرها واجب على كل مسؤول رياضي، ولكن للأسف نشاهد من يستاء لهذا التغيير، واصفاً إياه بـ”العبث” الواجب استئصاله، ربما لأنهم غير قادرين على التعايش مع مفهوم الاحتراف، الذي يعتمد بشكل أساسي على احتراف الإدارة قبل اللاعبين، وما زال النهج السائد بأن ما تقدمه الأندية للاعب فضل وتكرم، وليس واجباً عليها، ولكن أصل الداء.. أن هناك في الإعلام من يروّج لمثل هذه التصريحات لترسيخ الفكر الكروي المتحجر، ويتقصد ترويجها، لضرب بعض وكلاء اللاعبين، وهم المساهمون الأوائل في احتراف لاعبين حاليين.
والمفارقة تتحدّث هنا.. عندما تتهم الأندية وكلاء اللاعبين بأنهم يسعون لمصلحة اللاعب دون مراعاة لمصلحة من يصفونهم بالطرف الأهم، وهو النادي، بحجّة أن اللاعبين ما كانوا ليظهروا بهذا المستوى لولا رعاية الأندية لهم، وكأن هذه الرعاية أوصلتنا للمونديال العالمي، أو رأينا ما يشرّف في كأس آسيا، ولكننا انشغلنا باتحادنا إذا كان شرعياً أو غير شرعي، ومجلس الإدارة يجب أن يكون من 5 أعضاء بدلاً من 14.
إذا كنّا غير قادرين على تطوير الكرة ولأجل المصلحة العامة، فلا أقل أن نعترف بعدم قدرتنا، ونعطي المجال لمساعي غيرنا، التي بدأنا نرى ثمارها رغم التضييق عليها.
أضف تعليق