“صراع الأفيال في القطاع النفطي”.. قد يكون العنوان مناسباً لفيلم سينمائي، مثلما أنه مناسب أيضاً لفيلم واقعي يعيشه القطاع النفطي بجناحيه (شركة نفط الكويت وشركة البترول الوطنية).. فهاتان الشركتان أصبحتا مسرحاً لصراع المصالح وحلبة للمضاربة بثروة البلاد الأولى والوحيدة.. فيما يبدو أن لجان التحقيق التي شكلت لمواجهة النهب المنظم لهذه الثروة قد تقف عاجزة عن فعل شيء.. أي شيء.
أما عملية النهب فتتمثل في ما علمت به ((سبر)) من مصادر على اطلاع تام بالوضع النفطي بأن عقوداً بملايين الدنانير تتم ترسيتها على شركات يملكها عدد من قياديي النفط، وهي شركات مسجلة بأسماء أقربائهم من الأبناء أو الأشقاء أو الأمهات. وبعد أن كانت الأم عبر “كبتها” شماعة لنائب قبيض، فقد أصبحت الأم، لكن هذه المرة عبر “شركتها” شماعة لمسؤول مشبوه.
وقالت المصادر إن هذه العقود التي يتعلق بعضها بعمليات توريد أو صيانة أو تركيب أو ما شابه كلفت القطاع النفطي على امتداد سنوات قليلة الملايين من الدنانير، حيث تضخ مبالغ خيالية لأصحاب تلك الشركات الذين يتقاضون في الوقت نفسه رواتب فلكية عدا عن الامتيازات المالية المتمثلة بالـ (بونص) أو بالبدلات الأخرى.
وحذرت المصادر من أن سياسة الجشع التي تضرب جذورها بقوة في المؤسسة النفطية ستدفع حتما إلى تآكل الكيان الهيكلي لمورد البلاد الوحيد.. أما اللجان التي شكلت للتقصي عن هذه العقود فقد تنتهي إلى لا شيء.. كالعادة!
أضف تعليق