أقلامهم

سلطان العنزي يستغرب وجود معارضين في الكويت “لا يؤيدون الحكومة ولا الرئيس ولكنهم يقفون ضد المعارضة”!

لستم مع الحكومة بل أنتم ضد المعارضة 
سلطان شفاقة العنزي
البعض في الكويت لا يؤيد الحكومة ولا سمو الرئيس، ولكنه يقف ضد المعارضة، فما أغرب السياسة في الكويت، إذ لدينا «معارضة ضد المعارضة» تجد هؤلاء في المجالس والدواوين وحتى في المواقع الاجتماعية قد سئموا من الوضع في الكويت على شتى الأصعدة. فهم موقنون بأن التعليم فاشل والصحة منهارة والبيئة ملوثة والطعام فاسد، ويشككون في بعض أعضاء المجلس والمسؤولين، وهم يعلمون أنه لا سياحة ولا رياضة تذكر في الكويت. هؤلاء يعلمون أن مؤشر الفساد ارتفع بينما انخفض مؤشر الحرية.
ورغم ما سبق تجد هؤلاء «المعارضين» يوجهون سخطهم تجاه بعض نواب مجلس الأمة، وعندما تسألهم عن سبب نقمهم على نواب المعارضة بالتحديد، تجد أسبابهم غير منطقية، فمنهم من يقول ان هؤلاء النواب هم المستفيد الأكبر من تعطيل عمل الحكومة ومن الاستجوابات المتكررة كيف وقد امتلأت حسابات النواب «الموالين» بالملايين؟ كيف وغيرهم من النواب لا هم لهم إلا تمرير المعاملات المخالفة وتوفير المناصب القيادية لأقربائهم والمناقصات المليارية لأسيادهم؟ ما الذي استفاده النواب مسلم البراك أو د.جمعان الحربش أو د.فيصل المسلم من معارضتهم؟ ألا يتعرض هؤلاء النواب الشرفاء يوميا لحملة إعلامية شرسة من منابر الفتنة وحناجر التفرقة وصلت إلى حد التعرض الشخصي لهم ولعائلاتهم؟ ألا يتعرض هؤلاء النواب الشرفاء لمحاولات مستمرة لرفع الحصانة لتأديتهم واجبهم بينما يقوم نائب «حكومي» بضرب أحد المسؤولين ويخرج من القضية بلا عقوبة؟ ألا يحاكم الآن نائب حاول كشف الفساد في الحكومة بينما ينعم نائب مزور بحكم محكمة بحصانته؟ كيف يستفيد هؤلاء النواب من ممارسة دور المعارضة، بالله أفيدوني؟
ولعل سبب هجوم البعض ممن لا يؤيد الحكومة أساسا على هؤلاء النواب الشرفاء يرجع إلى أمور لا علاقة لها بأقوال وأفعال النائب. من الواضح أن بعضهم مازال يعاني من عقدة ممارسة أبناء القبائل لدور المعارضة. فهؤلاء كانوا سعيدون بممارسة دور المعارضة في السابق، فهم الشرفاء الوطنيون المحبون للبلد، ولكن ما أن أتى ابن القبيلة ليشارك إخوانه في بناء هذا الوطن بما يراه مناسبا، فمنهم من حمل راية المعارضة، اشمأز بعضهم من هذا الفعل وبات يتقلب في مواقفه حتى أصبح ملكيا أكثر من الملك، وبات يتهجم على المعارضة لا حبا في الحكومة، إنما كرها في شخص من حمل راية المعارضة. هؤلاء أصبحوا كالغراب الذي قلد مشية الحمامة، فلا تيار المعارضة يريدهم ولا الحكومة تريدهم. والله ولي التوفيق.