للبطولات ناسها.. وللإداعات المليونية ناسها!
مرزوق فليج الحربي
الحسابات البنكية جزء من خصوصيات الإنسان مهما كان هذا الإنسان سواء أكان موظفاً عادياً أم عضو مجلس أمة والسؤال عن قدر راتبك أو حجم ارصدتك البنكية سؤال محرج وإن كان رصيدك ديناراً أو ألف دينار.
وقضية الإيداعات المليونية أو الحسابات البنكية المتضخمة التي وصلت الى ملايين الدنانير بدون معرفة مصدرها والتي يتهم فيها بعض أعضاء مجلس الأمة نظير مواقفهم الحكومية هي قضية القضايا في البلد وكل يوم يخرج لنا بنك يحوّل عدداً من النواب الذين تضخمت أرصدتهم الى النيابة حتى وصل العدد الى 15 عضواً وكل يوم يخرج لنا نائب بتصريح يلمح الى أنه بريء من هذه التهم ويهاجم المرتشين ونائب آخر يقلل من القضية ونائب يدعو إلى الوحدة الوطنية مع ان الموضوع ليس له علاقة بالوحدة الوطنية ونائب يهاجم من يتجهون للشارع لإثارة القضية ويدعوهم لقبة عبدالله السالم في مجلس الأمة وتبادل أعضاء مجلس الامة الاتهامات فيما بينهم حتى أصبح لدينا فئتان القبيضة والمعارضة واشتعلت ساحة الإرادة من جديد وكل يوم نكتشف تفاصيل جديدة في قضية الإيداعات المليونية ووصلت مطالبات فئة النواب المعارضين إلى الدعوة الى استقالة الحكومة أو صعود رئيسها منصة الاستجواب لان الأمر وصل لسمعة السلطة التشريعية وسمعة القطاع المصرفي وهما أهم مؤسسات البلد ودخلنا من جديد في قضية تأزيمية جديدة تستمر ربما لأشهر.
ووسط هذه المعمعة تسربت أسماء لنواب وصلت ايداعاتهم الى ملايين الدنانير من غير معرفة مصدر هذه الاموال وتواترت الانباء عن أسماء النواب القبيضة حتى ان اخبارهم اصبح يرويها جمع عن جمع من الناس واصبحت في حكم المؤكد وأغلب من تسربت اسماؤهم لم يصرحوا ولم ينفوا او يثبتوا بل آثروا الصمت عن هذه القضية واستخدموا اساليب اخرى لإبعاد الشبهة عنهم سواء باثارة قضايا اخرى ليس لها علاقة بالايداعات المليونية او التهديد باستجواب احد الوزراء لقضايا في التنمية او في أدائه بوزارته أو توجيه كم كبير من الاسئلة البرلمانية لعدد من الوزراء وبدء مسلسل خلط الأوراق السياسية والتقليل من القضية الاساسية وهي الإيداعات المليونية.
ووسط هذا الخلط السياسي تم اثارة الاتهامات للنائبين ضيف الله بورمية وجمعان الحربش واللذين يصنفان من نواب المعارضة في أنهما تلقيا مبالغ بمئات الآلاف نظير مواقفهما السياسية وأنهما من ضمن نواب القبيضة وما كان من النائبين ألا ان كشفا حساباتهما للناس وعلى الملأ بل وصل الأمر مع النائب جمعان الحربش ان يعلن تحديه بأنه سوف يعتزل العمل السياسي إذا اثبت عليه أي شخص ان حساباته مشبوهة وهذه الخطوة الجريئة عززت مكانة النائبين في نفوس الناس ورفعت من اسهمهما واصبحت نوعاً من البطولة التي يفتخران فيها اثناء إلقاء خطاباتهما في ساحة الارادة.
هذا التصرف البطولي الذين قام به النائبان بورمية والحربش يجب ان يكون سنة حسنة عند بقية النواب وأن يبادروا بكشف الذمة المالية علناً ولا يكتفون بتقديمها لأمانة مجلس الامة وأن يستعجل النواب في تشريع كشف الذمة للنواب حماية للمؤسسة التشريعية والتي ينظر لها اليوم على انها احدى مؤسسات الفساد في البلد كما يجب على جميع البنوك تحويل اصحاب الحسابات البنكية المخالفة للوائح البنك المركزي للنيابة حماية للقطاع المصرفي.
الاستعجال مطلوب في حل قضية الايداعات المليونية لأنها قضية وطن وليس قضية افراد او مؤسسات فهل من المعقول ان الفساد وصل للمؤسسة التشريعية والمالية ونحن نتحدث عن التنمية والتطوير ومسابقة العالم في التقدم..اركان ومقومات الدولة اليوم تضرب وتنهد فماذا تبقى لنا؟
أضف تعليق