اليوم أطول مايكون، يوم يكبله السكون فلا حراك، رغم استباق الناس في ميدانه، أجد الحراك مدافعاً نحو الركون، والشاهقات العاليات الباسقات سقطت على سطح الذهول، والكل حولي يضحكون، ويمرحون ويصرخون ويمدحون، وكأن شيئاً لم يكن، حتى المحن لا لم تحرك ساكنا، فمضيت أسبح في فضاءات الفِكَرْ، متأملاً ماقد يكون.
من خلف جدران السكون، كُتِبَتْ مآسي الدامعين، وبدا الشحوب على الأمين، جفت حناجرهم، فما وجدوا المَـعِـينْ، وتساقت أوراقهم، والهارب اليوم، هو من بدا بالأمس نبراساً يُعِيـن، الطعن أصبح سائداً، والزمرة السوداء تأبى أن تكون كما نكون؛ فبياض عين الصادقين حتماً يهدد نهبهم، والناهب المسكين يعرف عجزه، عن صنع أمجاد الشرف، لا يعترف بالعجز عن نيل الشرف، متبجحاً لايعترف أبداً، ودوماً يغترف، وصفاقة الأحوال تفرض نفسها، لا لن يقف من باع منهم لايقف، رغم المجون.
تلك المشاعر قاسية، وقلوبنا متناسية، والنملة البيضاء تنخر جذرنا، لبست بياضاً كي نلين ونطمئن، فعل الزمن، قد هدّنا فعل الزمن، من بين أنيابٍ نئن، وسكوتنا أعطى الجواب، لها ضَمِن.
عشت انتقالات العقارب باكيا، والليل أصبح شاكيا، أحبو وأرتقب النهار، حقاً سئمت الانتظار وسئمت ذاك الانحدار، العار قد غطاه عار، وجراحنا أضحت شعار.
اليوم أطول مايكون، يوم يكبله السكون فلا حراك، أطوي تفاصيل العراك، أطوي طموحات الجميع، كي لانضيع، نطوي ولو بالذاكرة، نتجرع الآلام، صبراً، فحلاوة الآمال تأتي وقت الصباح ، لتبث لحناً في هِبَاتٍ باكرة.
مهما أنزويت، حتما يراك، بالأمس ترنو ضاحكاً واليوم ضحكك فيك باك،حتماً يراك، والموت يصدح لافكاك، مهما احتميت، فلا فكاك، أوما أتاك؟ خبر السماء، أما أتاك؟ فاخجل إذاً، واحذر، فما صنعت يداك، خرق السفينة يا أخي، فعساك ترجع ياعساك.
حمود ناصر العتيبي
@humod2020
أضف تعليق