أقلامهم

مشاري الحمد يروي أساليب الرشوة الجديدة بعد أن بلغت نسبة المرتشين في الكويت 5

مشاري عبدالله الحمد
إن ارتشى النائب لماذا نلوم الموظف؟! 
5 % من الشعب مرتشون هذا ما خلصت اليه دراسة نشرت امس الاول في احدي الصحف المحلية وفي حسبة سريعة لهذه النسبة فنحن نتكلم عن القوة العاملة التي تشكل ما يقارب 30% من الشعب الكويتي بمعني 300 ألف شخص و5% من هذه النسبة تعادل 1500 شخص وهذا ما قد تكون وصلت اليه الدراسة المنشورة
وقبول الدخول للأسباب، ما زلت اتخيل منظري وزميلة لي في العمل من الجنسية الاسيوية تروي لي كيف أنها قامت برشوة موظف كويتي عبر البنغلاديشي العامل الذي اخذ منها ستين دينار لتمرير معاملة غير قانونية مبررة سببها انها لا يمكن لها انهاء المعاملة بسبب قانون خاطئ وبرشوة للموظف , وتخيلت شكل هذا الموظف وهو يتحاسب مع العامل البنغلاديشي في كل معاملة وكيف يسمح لنفسه بأخذ مال حرام امام شخص قد يفضحه بأي لحظة فهل ما اعطاه الجرأة أنها من خلال هذا العامل البسيط ؟…ان لم يخف من رب العباد فهل سيخاف من العبد…ما علينا لنكمل أفضل طالما الهم طايل الكل.
ان عدنا لأسباب الرشوة فهي ذات صلة مادية بحتة وكاذب من يقول أنه في الكويت لا يستطيع العيش الا من خلال الرشوة فسلم الرواتب وأن كان البعض يشتكى من قلته الا انه مرتفع عالميا ويمكن للشخص أن يعيش عيشة كريمة ولكن الذهاب للرشوة لا مبرر له سوى طمع النفس البشرية التي لا تشبع وتغرها الدنيا وتركض وراء المظاهر لتقع في الحرام.
في الدراسة المنشورة ذكر موضوع جنس الموظف المرتشي فالعملية لا تفرق بين ذكر وانثى ولكن هي نفوس مريضة تركض وراء الماديات فتنزلق وراء الحرام, المحزن في الامر أن القانون يداس على رقبته ويجلد من هؤلاء المرضى لتضعف هيبته في ظل عدم وضوح الاليات.
مشكلة الرشوة لن تنفع معها التوعية طالما هناك نفوس تركض وراء المادة ولا ينفع معها النصح كونها اعتادت الحرام واصبحت القلوب جلفة ولا ينفع معها سوى أمر واحد أن يطبق على المرتشي والراشي القانون ليكونا عبرة ولكن عندما نتكلم عن هذا الحاضر الغائب (القانون) فأنت وأنا من لا يرتكب هذه الافعال سيشعر بالخوف كونه مهددا لغيابه.
أن تتفشى ظاهرة كالرشوة في مجتمع صغير امر خطير فما بين موظفي الدولة ومشرعي الدولة وقصصهم التي سمعنا وننتظر نتائجها نستطيع القول أن الضرب اصبح على المكشوف في قلب اخلاقيات المجتمع فكل شيء يتزلزل ما بين موظف يرتشي ليمرر معاملة غير قانونية ونائب يرتشي ليمرر موقف في غير صالح المواطن…أليست دائرة تفوح منها رائحة تزكم الانوف راجعوها جيدا ستعرفون أن بداية الخلل ينطلق من التفكير الذي يبدأ من الجيوب وليس من النفوس والبعض سيرى في قصص النواب عذرا ليرتشي ويحللها لنفسه طالما مشرّعة بلعها وسكت وانتفخ …ودمتم
 
نكشة القلم
 
59 % من الذين شاركوا في الدراسة يرون ان الرشوة في ازدياد….احباط أكثر